معركة أولي البأس – الأربعاء 23/10/2024
لقد التحقَ السيّدُ هاشمٌ بأخيه، شهيدِنا الأسمى والأغلى، سماحةِ الأمينِ العامِّ لحزبِ الله، السيّدِ حسن نصر الله، وكان نِعمَ الأخِ المواسي لأخيه، وكان منه بمنزلةِ أبي الفضلِ العبّاس عليه السلام من أخيه الإمام الحسين عليه السلام، فكان أخاه وعَضُدَه وحاملَ رايتِه، ومحلَّ ثقتِه، ومعتمَدَه في الشدائد، والكفيلَ في المصاعب. بهذه الكلماتِ المعبّرة، زفَّ حزبُ الله سماحةَ الأمينِ العامِّ السيّدَ الشهيدَ هاشم صفيَّ الدين (رضوانُ الله عليه)، الَّذيِ ارتَقى مَعَ ثُلَّةٍ مِنَ القادَةِ الجِهادِيِّينَ وَالشُّهَداءِ الأَبرارِ في عدوانٍ إسرائيليٍّ مجرمٍ استهدفَ منطقةَ المريجة في الضاحيةِ الجنوبيّةِ لبيروت، بتاريخ 3-10-2024.
وفي إطارِ الردِّ على العدوانِ الإسرائيليّ، ودفاعًا عن لبنانَ وشعبِه، نفّذت المقاومةُ الإسلاميّةُ، يومَ الأربعاء الواقعِ فيه الثالثَ والعشرينَ من تشرينَ الأوّل 2024، أربعًا وثلاثينَ عمليّةً عسكريّةً، استهدفت في معظمِها مستوطناتٍ، مواقعَ، ثكناتٍ، وتجمّعاتٍ تابعةً لقوّاتِ العدوِّ الإسرائيليِّ عندَ الحدودِ اللبنانيّة – الفلسطينيّة، بالصواريخِ والقذائفِ المدفعيّة.
وعلى صعيدِ المواجهاتِ البرّيّة، رصدَ مجاهدو المقاومةِ الإسلاميّةِ محاولةَ تسلّلٍ لقوّةِ مشاةٍ إسرائيليّةٍ في محيطِ بلدةِ عيترون، وعند وصولِ القوّةِ إلى نقطةِ المكمن، فتحَ المجاهدون نيرانَ أسلحتِهم الرشّاشةِ والصاروخيّةِ باتّجاهِها، ودارت اشتباكاتٌ عنيفة، أجبروها على التراجعِ إلى خلفِ الحدود، بالتزامنِ مع استهدافِها من قِبلِ مجموعاتِ الإسنادِ الناريّ في المقاومةِ بالأسلحةِ المناسبة.
كما رصدَ المجاهدون تجمّعاتٍ وتحركاتٍ لقوّاتِ العدوِّ الإسرائيليِّ في محيطِ بلدات: العديسة، مروحين، الضهيرة، الطيبة، الهبّارية، حولا، راميا، ورُبَّ ثلاثين، فاستهدفوها بصَليّاتٍ صاروخيّةٍ وقذائفَ المدفعيّة، محقّقين إصاباتٍ مؤكّدة.
واستهدفت القوّةُ الصاروخيّةُ في المقاومةِ الإسلاميّةِ قاعدةَ "زوفولون" للصناعاتِ العسكريّة شمالي حيفا المحتلّة بصليةٍ صاروخيّة. وفي إطارِ سلسلةِ عمليّات "خيبر"، شنّت القوّةُ الصاروخيّةُ هجومًا بصَليّاتٍ من الصواريخِ النوعيّة، استهدف قاعدةَ "غليلوت" التابعةَ لشعبةِ الاستخباراتِ العسكريّة، وشركةَ "تاعس" للصناعاتِ العسكريّة في ضواحي تلّ أبيب.
وفي السياقِ نفسِه، شنّت القوّةُ الجويّةُ في المقاومةِ هجومًا جويًّا بسِربٍ من المسيّراتِ الانقضاضيّةِ على قاعدةِ "طيرة الكرمل" جنوبي حيفا المحتلّة، وأصابَت أهدافَها بدقّةٍ.
بدورِهم، تصدّى مجاهدو المقاومةِ في وحدةِ الدفاعِ الجوّي لطائراتِ العدوِّ الإسرائيليّ الحربيّةِ في أجواءِ جنوبِ لبنان، بصواريخَ أرض – جو.
ومن جانبِها، أكّدت غرفةُ عمليّاتِ المقاومةِ الإسلاميّةِ أنَّه وحتّى تاريخِ 23-10-2024، لم يتمكّن جيشُ العدوِّ الإسرائيليّ من إحكامِ سيطرتِه أو احتلالِ أيِّ قريةٍ بشكلٍ كاملٍ من قرى الحافةِ الأماميّةِ في جنوبِ لبنان.
وقد أعلنَ جيشُ العدوِّ عن مقتلِ ثلاثةِ جنودٍ وضابطٍ، وإصابةِ ثلاثةٍ وعشرينَ آخرين خلال 24 ساعة، نتيجةَ المعاركِ في جنوبِ لبنان.
كما سُجّلَ في هذا اليومِ إطلاقُ صفّاراتِ الإنذار ستًّا وعشرينَ مرّةً في مختلفِ مناطقِ فلسطينَ المحتلّة، تركزت في مستوطناتِ الجليلِ الأسفل، إصبعِ الجليل، وعلى الخطِّ الساحليِّ من رأسِ الناقورة شمالًا حتّى ضواحي تلّ أبيب جنوبًا.
سلسلة "أُولي البأس"... ليست مجرد عرضٍ للأحداث، بل هي وثيقة تاريخية، عبر حلقات يومية، تسطّر بطولات رجالٍ كتبوا بدمهم وصمودهم فصولًا ساطعة من تاريخ المقاومة.
"أُولي البأس"... حكاية الذين لم يُهزَموا، بل صنعوا بدمائهم ذاكرة المجد والخلود التي ستبقى حيّة.