الأربعاء   
   09 07 2025   
   13 محرم 1447   
   بيروت 22:21

رئيس وزراء ماليزيا ينتقد رسوم ترامب الجمركية تزامنًا مع زيارة روبيو إلى كوالالمبور

انتقد رئيس الوزراء الماليزي، أنور إبراهيم، الأربعاء، الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على بلاده، وذلك خلال افتتاحه أعمال اجتماع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، الذي يستمر ثلاثة أيام، وتشارك فيه الولايات المتحدة والصين وروسيا.

وتصدّرت التعرفات الجمركية الأميركية جدول أعمال وزراء دول “آسيان”، الذين يعقدون اجتماعهم في العاصمة الماليزية، على أن تُختتم أعماله يوم الجمعة.

وقال أنور في مستهل المؤتمر: “في كل أنحاء العالم، أصبحت الأدوات التي كانت تُستخدم سابقًا لتحقيق النمو تُستغل اليوم للضغط والعزل والاحتواء”، مضيفًا: “الرسوم الجمركية والقيود على الصادرات والاستثمار تحوّلت إلى أدوات للتنافس الجيوسياسي”، من دون أن يسمّي الولايات المتحدة مباشرة.

وتأتي تصريحات رئيس الوزراء الماليزي في توقيت حساس، إذ يتوجّه وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إلى ماليزيا في أول زيارة له إلى آسيا منذ تولّيه مهامه، حيث يُتوقّع أن يصل إلى كوالالمبور صباح الخميس للمشاركة في اجتماعات تمتد يومين، تشمل مؤتمرًا ما بعد الاجتماع الوزاري، بالإضافة إلى لقاء لوزراء خارجية شرق آسيا، يضم شركاء تجاريين رئيسيين من المنطقة مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين.

وأكد مسؤولون أميركيون، قبيل الزيارة، أن واشنطن “تولي أهمية خاصة” لتعزيز التزاماتها في منطقتي شرق وجنوب شرق آسيا، إلا أن زيارة روبيو تتزامن مع حالة ترقّب تسود عدداً من الدول، لمعرفة نسب الرسوم الجمركية التي تعتزم إدارة ترامب فرضها على وارداتها منها.

وكان الرئيس الأميركي قد أعلن، الإثنين، عزمه فرض تعرفات جمركية بنسبة 25% على واردات بلاده من اليابان وكوريا الجنوبية، إضافة إلى حوالي عشر دول أخرى، من بينها ماليزيا (25%) ولاوس (40%)، بهدف دفعها إلى توقيع اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة. ومن المقرر أن تدخل هذه الرسوم حيّز التنفيذ اعتبارًا من الأول من آب/أغسطس المقبل.

يُذكر أن ماليزيا ولاوس عضوان في رابطة “آسيان”، وتتولى ماليزيا هذا العام رئاستها الدورية. في المقابل، كانت فيتنام العضو في “آسيان” قد توصلت إلى اتفاق ثنائي مع واشنطن يجنّبها الرسوم الإضافية.

ومن القضايا البارزة المطروحة على طاولة الاجتماع أيضاً، ملف بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، والذي تطالب بكين بالسيادة شبه الكاملة عليه، ويُعد نقطة توتر دائمة بين الصين والولايات المتحدة.

من جانبه، أعلن وزير التجارة الماليزي، ظفرول عزيز، أن دول “آسيان” ستواصل المفاوضات الثنائية مع واشنطن في الأسابيع المقبلة، قبل دخول الرسوم حيّز التنفيذ، مؤكّدًا أنهم لا يزالون “متفائلين بإمكان التوصل إلى تفاهم”.

ودعا رئيس الوزراء أنور دول التكتل العشر، التي تواجه تحديات داخلية مختلفة، إلى إظهار المزيد من الوحدة والتنسيق، قائلاً: “علينا أن نتحدث بصوت واحد ونتصرّف بحكمة”.

لكن الرابطة تبقى منقسمة حول عدد من القضايا، أبرزها النزاع الأهلي في بورما (ميانمار)، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 6 آلاف شخص ونزوح الملايين منذ اندلاعه. وأفادت السلطات الهندية أن القتال العنيف أجبر نحو أربعة آلاف شخص على الفرار إلى الهند خلال الأيام الأربعة الماضية.

وقال أنور في هذا السياق: “للأسف، لا يزال السلام بعيد المنال، فيما تتفاقم المعاناة الإنسانية”.

وفي موازاة ذلك، تشهد الحدود بين تايلاند وكمبوديا توترًا متصاعدًا، بعد مقتل جندي كمبودي أواخر أيار/مايو، إثر تبادل لإطلاق النار في منطقة حدودية متنازع عليها بين البلدين.

وختم أنور كلمته بالتأكيد على أن “تماسك دول آسيان لا يجب أن يتوقف عند التصريحات، بل يجب أن يترسخ في مؤسساتنا واستراتيجياتنا وقراراتنا الاقتصادية”.

المصدر: أ.ف.ب