الأربعاء   
   09 07 2025   
   13 محرم 1447   
   بيروت 16:43

تايوان تبدأ تدريباتها العسكرية السنوية في ظل تصاعد التهديدات الصينية

بدأت تايوان، الأربعاء، تدريباتها العسكرية السنوية بمشاركة هي الأكبر على الإطلاق من جنود الاحتياط، في مناورات تستمر عشرة أيام وتهدف إلى تعزيز الجاهزية الدفاعية في مواجهة احتمال غزو صيني. وتشمل التدريبات استخدام أحدث أنظمة قاذفات الصواريخ التي تسلمتها الجزيرة من الولايات المتحدة خلال هذا العام.

وتُجرى هذه التدريبات، التي تحمل اسم “هان كوانغ”، حتى الثامن عشر من تموز/يوليو. وتؤكد الصين أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، ولا تستبعد خيار اللجوء إلى القوة العسكرية لضمّ الجزيرة إذا اقتضى الأمر.

وقبيل انطلاق المناورات، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أنها رصدت 31 طائرة حربية و7 سفن عسكرية صينية في محيط الجزيرة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وحتى الساعة السادسة صباحًا بالتوقيت المحلي (22:00 ت.غ الثلاثاء).

ويشارك في هذه التدريبات إلى جانب القوات النظامية نحو 22 ألفًا من جنود الاحتياط، وهو أكبر عدد يتم استدعاؤه منذ بدء تنظيم هذه المناورات سنويًا عام 1984، حين كانت الأحكام العرفية لا تزال سارية في تايوان.

وقال وزير الدفاع التايواني، ويلينغتون كو، إن هذه التدريبات “ستظهر للمجتمع الدولي عزمنا على الدفاع عن أنفسنا، وستوجه رسالة إلى الصين مفادها أن جيشنا يمتلك القدرة على حماية حياة حرّة وديمقراطية”.

وتتضمن المناورات استخدام أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة من طراز “هايمارس” التي تسلّمتها تايوان مؤخرًا من الولايات المتحدة، إلى جانب تدريبات بالذخيرة الحية تشمل دبابات أميركية الصنع من طراز “M1A2 أبرامز”، وذلك في حدث منفصل.

كما ستجري القوات التايوانية محاكاة لسيناريوهات مختلفة، تشمل حالات من “المضايقة في المنطقة الرمادية”، وهو مصطلح يُطلق على المساحة المتنازع عليها بين العمل الروتيني والحرب الشاملة، إضافة إلى تنفيذ “ضربات دقيقة بعيدة المدى” لصدّ أي غزو صيني محتمل بحلول عام 2027، وفق ما أفاد ممثلو وزارة الدفاع التايوانية.

وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) في عام 2023، وليام بيرنز، قد قدّر أن الرئيس الصيني شي جينبينغ يدرس خيار غزو تايوان بحلول عام 2027.

وتأتي هذه التدريبات في وقت يقوم فيه الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي، المعروف بدفاعه الصريح عن الديمقراطية في الجزيرة، بجولة داخلية يلقي خلالها خطابات تهدف إلى “توحيد البلاد”. وكانت بكين قد وصفته سابقًا بأنه “انفصالي خطير”.

وفي إطار الضغوط المتواصلة، ترسل بكين بشكل منتظم طائرات وسفنًا عسكرية إلى المياه المحيطة بتايوان، في وقت ترد فيه الجزيرة بزيادة إنفاقها العسكري وشراء أسلحة أصغر حجمًا وأكثر مرونة، مثل الطائرات المسيّرة.

وتسعى تايبيه من خلال هذه التدريبات إلى إثبات جديتها في تعزيز قدراتها الدفاعية، لا سيما أمام الولايات المتحدة، الحليف الأبرز للجزيرة ومزوّدها الرئيسي بالأسلحة، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين الجانبين.

وفي هذا السياق، أفاد خبراء في الشأن الصيني لدى مجموعة أوراسيا الاستشارية لتقييم المخاطر، بأن بكين “قد تُجري” تدريبات عسكرية في وقت لاحق من الشهر الجاري. وأوضحوا في مذكرة نُشرت مؤخرًا أن “إجراء تدريبات عسكرية تشمل الذخيرة الحية أو تمتد لأسبوع، هو الردّ التصعيدي الأكثر ترجيحًا من جانب الصين، وإن كان ذلك مشروطًا بمضمون الخطابات المتبقية للرئيس لاي”.

المصدر: أ.ف.ب.