أُصيب حلفاء الولايات المتحدة في لبنان بخيبة أمل كبيرة بعد سماعهم مواقف الموفد الأمريكي توماس براك من بعبدا، وهم الذين مهدوا الطريق لزيارته عبر حملة تهويل وتهديد واسعة.
بدأت الحملة السياسية والإعلامية، التي سبقت زيارة براك إلى لبنان، بتحريض قوى سياسية وإعلامية، على رأسها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي أصدر بياناً هدّد فيه اللبنانيين بمسؤوليات كبيرة في حال إضاعة هذه الفرصة، وسط ترديد واسع لعبارة “الفرصة الأخيرة” مع تحذيرات من عواقب وخيمة في المستقبل القريب.
وقبل وصول براك بلحظات، نقلت إحدى المحطات التلفزيونية عن مصادر أميركية أن الموفد سيعود إلى واشنطن لتسليم الرد خلال زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض، معربة عن خشيتها من أن يؤدي هذا الأمر إلى تصعيد خطير باتجاه بيروت.
المحطة التي ربطت الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب برد لبنان على ورقة براك، ووقف عقارب الساعة عند زيارة هذا الموظف الأميركي، استغلت الأمر لأغراض توتيرية وتهويلية تخدم أجندات معروفة.
وعندما لم تتطابق التوقعات مع الواقع، عاد جعجع مجدداً معبراً عن امتعاضه من رد الرؤساء الثلاثة على الورقة الأميركية، واصفاً إياه بأنه غير دستوري ولا قانوني ولا رسمي. واقترح عبر منصة “إكس” دعوة مجلس الوزراء لمناقشة الورقة واتخاذ الموقف الدستوري والرسمي منها، محذراً من أن أقل خطأ من المسؤولين قد يقود البلاد إلى الهاوية، ومهدداً بشلل في المؤسسات الحكومية وعودة تدريجية إلى الوراء.
وفي سياق التهديد بشل المؤسسات الدستورية، أعلن نائب رئيس حزب القوات جورج عقيص أن القوات قد تنسحب من الحكومة وتسحب الثقة عنها، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في البلاد.
المصدر: موقع المنار