الإثنين   
   08 07 2025   
   11 محرم 1447   
   بيروت 01:42

مقدمة نشرة أخبار المنار الرئيسية ليوم الاثنين في 7-7-2025

بينَ تفاهُمٍ لبناني وتَفَهُّمٍ اميركيٍّ رُتِّبَت الاوراقُ مع توم براك – الموفدِ الاميركيِّ الذي اَسقطَ بجولةٍ على الرؤساءِ الثلاثةِ كلَّ عناوينِ التهويلِ والتصعيد، وصَعِدَ الى المنبرِ اللبنانيّ بخطابٍ اميركيٍّ مختلف. لكنْ هل تَغييرُ اللهجةِ يَعني تغييرَ النوايا؟ وماذا عن الصهيونيِّ من كلِّ هذا الموقفِ الاميركي؟

أسئلةٌ تبقى الاجابةُ عنها رهنَ الساعاتِ القادمة، غيرَ أنَ محاضر اللقاءاتِ وعمومِ التصريحاتِ تنبئِ بأنَ الامورَ قد رُتِّبت بردٍّ لبنانيٍّ مبنيٍّ على اساسِ ورقةِ براك نفسِها، لكنْ باولوياتٍ لبنانية اساسُها وقفُ العدوانِ الصهيونيّ والانسحابُ الكاملُ لجيشِه من الاراضي اللبنانية، اما السلاحُ شمالَ نهرِ الليطاني فيناقَشُ بالحوارِ الوطنيِّ في الوقتِ اللبنانيِّ المناسب، ما يُسقطُ المُهَلَ التي ارادَها البعضُ طوقاً ضاغطاً على اللبنانيين.

بامتنانٍ وتفاؤلٍ تلقفَ براك الردَّ متحدثاً عن رضًى غيرِ عاديٍّ كما قال، معَ الحاجةِ الى التعمقِ والتفكرِ اكثرَ في التفاصيلِ للوصولِ مع اللبنانيينَ الى القرارِ والحل.

وبعدَ تسلمِه الردَّ من الرئيسِ جوزيف عون كانَ الحوارُ السهلُ مع المفاوضِ المحترفِ كما وصفَه اي الرئيسِ نبيه بري، وكما بعبدا انسحبت الايجابيةُ نفسُها على عينِ التينة، حتى وصفَ الرئيسُ بري اللقاءَ مع براك بالجيدِ والبنّاءِ حيثُ تمَ الاخذُ بحرصٍ كبيرٍ بمصلحةِ لبنانَ وسيادتِه وهواجسِ اللبنانيينَ كافةً وكذلك مطالبِ حزبِ الله .

اما مطالبُ البعضِ المشوِّشةُ على التنسيقِ الرئاسيِّ والجهدِ الوطنيِّ لحمايةِ لبنان – كما فعلَ رئيسُ حزبِ القوات – فقد ردَّ عليها رئيسُ الحكومةِ نواف سلام الذي جددَ التأكيدَ بالتزامِ جميعِ اللبنانيينَ باتفاقِ الطائفِ والبيانِ الوزاري، وحزبُ الله جزءٌ لا يتجزأُ من الدولةِ اللبنانية كما قال الرئيسُ الذي لا يحتاجُ لمن يُذكِّرُهُ بالدستورِ بل هو من يُذكِّرُ به – بحَسَبِ تعبيرِه .

عبَّر برَّاك اذاً عن خطابٍ اميركيٍّ جديد، لفتَ فيه – الى اسقاطِه المهلَ حولَ السلاح – اسقاطُهُ للضماناتِ الاميركيةِ التي طالما تمَ الحديثُ عنها لتطبيقِ اتفاقِ وقفِ اطلاقِ النار، بل تحدثَ عن حاجةٍ لاتفاقٍ جديدٍ بعدَ فشلِ لجنةِ المراقبة. ومن يراقبِ الخطابَ يسألْ هل يبرؤُ براك بلادَه من ايِّ فعلٍ قد يُقدِمُ عليه الصهيوني؟ ام انه يريدُ البحثَ باطارٍ تفاوضيٍّ جديدٍ يَجُرُّ به لبنانَ الى لجانٍ سياسيةٍ وليس فقط عسكريةٍ مع العدوِ الصهيوني؟

حديثُ براك اولُ الكلام، والعهدةُ على الوقتِ الذي يكشفُ صدقَ وجديةَ ما يقولُه الاميركي..

المصدر: موقع المنار