الخميس   
   03 07 2025   
   7 محرم 1447   
   بيروت 14:04

خروج الامام الحسين(ع) الى العراق رغم محاولات ثنيه عن ذلك

حيدر كرنيب

اتخذ الإمام الحسين قرارًا بالسير نحو الكوفة، مصطحبًا أهله ونساءه، كما قرّر أن يمضي معه عدد من الأصحاب الخلّص. ورغم محاولة عبد الله بن عباس¹ ومحمد ابن الحنفية²، ثنيه عن الذهاب إلى الكوفة، إلا أن الإمام كان مصرًّا على الرحيل، وذلك لعدة أسباب:

  •  التهديدات المتواصلة من يزيد بن معاوية، بقتل الحسين في حال رفض النزول على طاعته، ممّا جعل الإمام يسارع في خروجه من المدينة.³
  • الكتب التي وصلته من أهل الكوفة، حيث كتب عدد كبير منهم إلى الإمام الحسين، يطلبون منه القدوم إليهم، رافضين مبايعة يزيد بن معاوية، وروي بأن عدد الكتب التي وصلته تجاوزت ١٨ ألف كتاب⁴، وقد أوفد الإمام إلى الكوفة، ابن عمه مسلم بن عقيل، لكي يتحرّى له أحوال الناس، وصدق نواياهم. وبعد أن أبدى جمع غفير منهم استعداده لنصرة الحسين، كتب إليه مسلم بن عقيل بأن يُعجّل بالقدوم إلى الكوفة فإنّ له فيها جندًا مجندة⁵، أي أن الإمام الحسين لم يشدّ الرحال إلى الكوفة مباشرة بعد ورود كتب أهلها إليه، بل حاول أن يُلزمهم بما ألزموا به أنفسهم، عبر إرسال مسلم بن عقيل.
  • قيام يزيد بن معاوية بتكليف عمرو بن سعيد بن العاص بقتل الحسين في مكة، مما جعل الإمام يغادرها قبل انتهائه من تأدية مناسك الحج، فالتقى الحسين وأصحابه بجماعة عمرو بن سعيد، في اليوم الأول لمسير القافلة الحسينية، فجالدهم أصحاب الحسين بالسياط، وكشفوهم عن طريقهم، أي أن مكة لم تعد مكانًا آمنًا⁶. كما كان الإمام يكره أن يسفك دمه فيها.
  • في مكة وخلال الطريق إلى الكوفة، التقى الإمام الحسين بعدد من الأشخاص الذين حاولوا أن يمنعوه من التوجّه إلى الكوفة، كعبد الله بن عباس ومحمد ابن الحنفية، والفرزدق⁷، والطرماح بن عدي الطائي⁸، ولكن جواب الحسين، كان دائما يتضمّن عبارة: ” إن الله نافذ أمره”. وهذا يدل على أن الحسين كان يعلم نهاية هذا السفر المحتوم، ومصيره ومصير من معه، كما ورد في عدد كبير جدًّا من الروايات في كتب السنة والشيعة⁹، نذكر منها على سبيل المثال ما جاء في مسند الإمام أحمد بن حنبل، بأن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، قد أطلع الإمام الحسين على ما سيجري عليه في كربلاء، عندما كان جيش الإمام علي عليه السلام يمر بكربلاء وهو في طريقه إلى صفين¹⁰.

ختامًا، فإنّ إصرار الإمام الحسين عليه السلام، على الخروج من مكة إلى كوفة، كانت له مبرّرات منطقية، رغم التحذيرات التي تلقّاها.

الهوامش:

١)الكامل في التاريخ -الجزء الثالث -ص 399

٢) مقتل أبو مخنف -ص:8

٣) مقتل الخوارزمي ـ الجزء الاول ـ ص: 269

٤) البداية والنهاية -الجزء الثامن-ص 163

٥) الفتوح -الجزء الخامس -ص 45

٦) مقتل الخوارزمي ـ الجزء الاول ـ ص:317

٧)اللهوف على قتلى الطفوف-ص:45

٨) مقتل أبو مخنف ـ ص:89

٩)مجمع الزوائد-الجزء التاسع- ص : 188 /المستدرك على الصحيحين-رقم الحديث:8316/مسند احمد -رقم الحديث:1350

10)مسند أحمد بن حنبل ـ رقم الحديث:648

المصدر: موقع المنار