الأحد   
   29 06 2025   
   3 محرم 1447   
   بيروت 17:19

مواجهات في بلغراد خلال احتجاجات تطالب بإسقاط الرئيس

اندلعت مواجهات عنيفة، بين قوات مكافحة الشغب ومتظاهرين، مساء السبت، في العاصمة الصربية بلغراد، عقب أكبر تظاهرة مناهضة للحكومة منذ شهور، طالبت بإجراء انتخابات مبكرة ومحاسبة المسؤولين عن كارثة أودت بحياة 16 شخصًا العام الماضي.

و انطلقت التظاهرة من ساحة بلغراد الرئيسية، حيث احتشد عشرات الآلاف ورفعوا الأعلام الصربية ولافتات تحمل أسماء مدن وبلدات من مختلف أنحاء البلاد، وقدّر عدد المشاركين فيها نحو 140 ألف شخص، وفقًا لتقديرات مراقبين مستقلين.

و أكّد المشاركون تصميمهم على الاستمرار في التحركات حتى تحقيق المطالب، وفي مقدّمتها، بإجراء انتخابات مبكرة وإنهاء حكم الرئيس ألكسندر فوتشيتش المستمر منذ 12 عاما، ومحاسبة المسؤولين عن الفساد في البلاد.

وأمهل منظمو التظاهرة الرئيس ألكسندر فوتشيتش حتى الساعة التاسعة مساءً للإعلان عن انتخابات مبكرة، وهو ما رفضه الأخير علنًا قبل ساعات من المهلة.

ونشرت الشرطة العشرات من قوات مكافحة الشغب في محيط المباني الحكومية والبرلمان وحديقة بيونيرسكي في بلغراد، حيث تجمعت حشود من أنصار فوتشيتش في احتجاج مضاد.

لكن الأجواء المتوترة سرعان ما تحولت إلى صدامات، إذ أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين، الذين رشقوا عناصر الأمن بالألعاب النارية. وتم اعتقال عدد من المتظاهرين.

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تشهد صربيا احتجاجات ضد الفساد على خلفية انهيار سقف محطة للقطارات في مدينة نوفي ساد أسفر عن مصرع 16 شخصا، في مأساة نسبت إلى الفساد المتجذر.

و في المقابل، أدان وزير الداخلية “بشدة” ما وصفه بـ”الاعتداءات على عناصر الشرطة”، متوعدًا بمحاسبة المسؤولين عنها.

ورغم أن رئيس الوزراء السابق استقال على خلفية كارثة نوفي ساد، لا تزال السلطة بيد الحزب التقدمي الصربي الحاكم بزعامة فوتشيتش، الذي اتهم مرارًا الاحتجاجات بأنها “مؤامرة أجنبية تهدف إلى إسقاط الحكومة”.

وأعلن القضاء يوم الجمعة أن خمسة أشخاص أوقفوا بتهمة “التخطيط لقلب نظام الحكم”، في تصعيد أمني يعكس التوتر المتزايد. وفي ظل محدودية تحرك السلطات تحول المطلب الأساسي للمتظاهرين اعتبارا من الشهر الماضي إلى الدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة.

جاءت هذه التظاهرة بعد نحو ثمانية أشهر من بدء حركة احتجاجية طلابية واسعة، تفجّرت إثر انهيار سقف محطة قطار في مدينة نوفي ساد شمال البلاد في نوفمبر الماضي، ما أدى إلى مقتل 16 شخصًا، في حادثة أثارت موجة غضب شعبي وسط اتهامات بالفساد وسوء الإدارة.

يُذكر أن استطلاعات محلية أُجريت هذا الشهر كشفت عن منافسة شديدة بين التحالف المعارض والحزب الحاكم، الذي فاز بفارق ضئيل وسط اتهامات بالتلاعب وشراء الأصوات – وهي تهم نفاها فوتشيتش.

المصدر: مواقع