الأحد   
   07 12 2025   
   16 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 21:18

مقتل العشرات في هجوم بمسيّرة استهدفت روضة أطفال ومستشفى في جنوب كردفان

قُتل عشرات المدنيين، بينهم أطفال، في هجوم نفّذته مؤخراً قوات الدعم السريع بواسطة مسيّرة استهدفت روضة أطفال ومستشفى في بلدة كلوقي بولاية جنوب كردفان، وفق ما أفاد مسؤول محلي لوكالة “فرانس برس” الأحد.

وأوضح الرئيس التنفيذي لوحدة كلوقي الإدارية عصام الدين السيد، في اتصال عبر ستارلينك، أن المسيّرة شنّت ثلاث غارات يوم الخميس، قائلاً إن الضربة الأولى أصابت روضة الأطفال، تلتها ضربة على المستشفى، قبل أن تعود المسيّرة للمرة الثالثة وتقصف بينما كان الأهالي يحاولون إنقاذ الأطفال وإجلاءهم.

وحَمَّل المسؤول قواتِ الدعم السريع وحليفتَها الحركةَ الشعبية لتحرير السودان – شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، التي تسيطر على معظم مناطق كردفان وأجزاء من ولاية النيل الأزرق، مسؤولية الهجوم.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الخميس إن الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من عشرة أطفال تراوحت أعمارهم بين 5 و7 سنوات، فيما قدّرت وزارة الخارجية التابعة للجيش السوداني عدد الضحايا بنحو 79 قتيلاً، بينهم 43 طفلاً.

ويصعب التحقّق بشكل مستقل من المعلومات الواردة من منطقة كردفان بسبب القيود المفروضة على الوصول إليها واستمرار انعدام الأمن فيها.

وأكد ممثل يونيسف في السودان شيلدون يت، أن قتل أطفال داخل مدرستهم يمثّل “انتهاكاً مروّعاً لحقوق الطفل”، داعياً جميع الأطراف إلى وقف الهجمات والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.

ومنذ اندلاع النزاع في نيسان/أبريل 2023 بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، قُتل عشرات الآلاف ونزح أكثر من 12 مليون شخص، في ما وصفته الأمم المتحدة بأنه “أسوأ أزمة إنسانية” في العالم.

وبعد سيطرتها على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور غرب السودان في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، نقلت قوات الدعم السريع هجومها شرقاً إلى إقليم كردفان الغني بالنفط، والذي يضم ثلاث ولايات. وقد رافقت عملية الاستيلاء على الفاشر عمليات قتل جماعي واغتصاب ونهب، بحسب منظمات غير حكومية وشهادات ناجين.

والخميس، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن مخاوف من “موجة جديدة من الفظائع” في السودان.

ومنذ سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة بارا في شمال كردفان في تشرين الأول/أكتوبر، قُتل ما لا يقل عن 269 مدنياً في غارات جوية وقصف مدفعي وإعدامات خارج نطاق القضاء، وفق مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان.

ويرى محللون أن تصعيد قوات الدعم السريع في كردفان يهدف إلى كسر الطوق الدفاعي للجيش حول وسط السودان، تمهيداً لمحاولة استعادة المدن الكبرى، بما في ذلك الخرطوم، التي استعادها الجيش في الربيع الماضي.

ودان الاتحاد الإفريقي الأحد الغارات على كلوقي، مندّداً بما وصفه بـ”الفظائع المتكررة والمتصاعدة ضد المدنيين”.

ويأتي هذا الهجوم في ظل تبادل الاتهامات بين الجيش وقوات الدعم السريع باستخدام المسيّرات في ضربات تستهدف مناطق مختلفة من البلاد، إذ اتهمت قوات الدعم السريع الجيش الجمعة بقصف معبر أدري الحدودي مع تشاد لمنع مرور المساعدات، بينما لم يصدر عن الجيش أي تعليق على هذه الاتهامات.

وذكرت مصادر محلية لفرانس برس، فضّلت عدم الكشف عن هويتها، أن انفجاراً وقع في أدري الجمعة، عازيةً الحادث إلى انفجار مستوعب بنزين أدى إلى اشتعال النيران في عدد من المركبات، في حين لم تُظهر صور الأقمار الصناعية وبيانات مراقبة الحرائق التي تحققت منها فرانس برس أي دلائل على وجود دخان أو حريق في أدري يومي الخميس أو الجمعة.

ويتهم الجيش السوداني الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة عبر تشاد، فيما تنفي أبو ظبي بشكل قاطع تقديم الدعم العسكري، رغم تقارير دولية وتحقيقات مستقلة تشير إلى وجود أدلة على ذلك.

وفي شمال دارفور، تعرّضت شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي لهجوم قرب مدينة حمرة الشيخ الخميس، بحسب المنظمة، وكانت الشاحنة جزءاً من قافلة مساعدات متجهة إلى نازحين من الفاشر لجؤوا إلى مخيم في مدينة طويلة التي تبعد نحو 70 كيلومتراً غرب الفاشر.

المصدر: أ.ف.ب.