اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، فلسطينيا خلال عملية عسكرية جنوب جنين، بالتزامن مع حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات المواطنين في مختلف مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
وأعلن جيش العدو الإسرائيلي والشاباك في بيان مشترك اغتيال الشاب سلطان عبد الغني بعد اشتباك مسلح مع قوات خاصة قرب جنين، بزعم “قتل حارس أمن في المنطقة الصناعية “برأون” الاستيطانية قرب مدينة نابلس في أغسطس/آب 2024″.
وقال بيان جيش الاحتلال إن “وحدات دوفديفان بالتعاون مع الشاباك حاصرت المبنى الذي كان يتحصن داخله عبد الغني في منطقة مركة جنوب جنين، قبل أن تطلق تجاهه قذائف إنيرجا وتخوض معه اشتباكا مسلحا انتهى بتصفيته”.
وتسللت قوة خاصة إسرائيلية صباح اليوم إلى منطقة جبلية بين قريتي مركة وقباطية جنوب جنين، حيث حاصرت منشأة في الموقع. واندلعت اشتباكات مسلحة قبل أن تدفع قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية، بينها مروحية قامت بإطلاق النار وقصف المنطقة.
وأضافت أجهزة الأمن الإسرائيلية أنها اعتقلت خلال العملية 5 مواطنين تزعم أنهم ساعدوا الشهيد، مشيرة إلى أن المطاردة الاستخباراتية له استمرت منذ 18 أغسطس/آب 2024 حتى لحظة اغتياله.
وفي وقت سابق، قامت قوات الاحتلال، فجر اليوم، باغتيال شاب فلسطيني آخر في محافظة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، بعد مطاردة استمرت 18 شهراً، إثر اتهامه بتنفيذ عملية دهس أدّت إلى مقتل جنديين إسرائيليين.
وبحسب مصادر محلية، نفذت قوة خاصة إسرائيلية من وحدة “اليمام” والجيش والشاباك عملية اغتيال مركزة للشاب عبد الرؤوف اشتية في شارع الحسبة شرق نابلس، حيث حاصرت المبنى الذي كان يتحصن داخله.
وأطلقت قوات الاحتلال صاروخين تجاه المكان، مما أدى إلى اندلاع حريق واسع داخل المبنى قبل أن تعلن القوات “تحييده” بعد رصده عبر طائرة مسيّرة.
وقالت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية -في بيان مشترك- إن اشتية كان “مسلحا ومتحصنا” أثناء محاصرته، وإن القوات استخدمت “نيرانا دقيقة” بعد التأكد من مكانه داخل المبنى.
وأضاف البيان أن الجيش اعتقل خلال العملية أشخاصا يُشتبه في أنهم قدموا له المساعدة أثناء المطاردة.
وأكد بيان الاحتلال أن عبد الرؤوف اشتية هو المنفذ المسؤول عن مقتل جنديين من كتيبة نحشون في عملية الدهس في 29 مايو/أيار 2024 على حاجز عورتا شرقي نابلس.
وتشير روايات محلية إلى أن اشتية سلّم نفسه سابقا للسلطة الفلسطينية بعد تنفيذ العملية، قبل أن تنجح قوات الاحتلال لاحقا في تحديد موقعه واغتياله بعد مطاردة متواصلة.
وكان أشتية قد ظهر في وصية مسجلة تداولتها وسائل التواصل، قال فيها إنه نفذ عملية الدهس “وفاء لأهالي غزة” بعد حرب الإبادة التي شنتها “إسرائيل” على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
من جانبها، نعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الشهيد عبد الرؤوف اشتية، وقالت إنه “كان من أبرز المطلوبين لدى الاحتلال، ونفذ عملية دهس على حاجز عورتا أسفرت عن مقتل جنديين، إضافة إلى مشاركته في عمليات إطلاق نار ضد قوات الاحتلال”.
وقالت الحركة في بيان لها، صباح اليوم الثلاثاء، إن عملية الاغتيال “تعكس حالة التوحش والدموية التي تتبناها حكومة الاحتلال المتطرفة في محاولة لكسر إرادة المقاومة المتجذرة في الضفة الغربية”.
اعتقالات
وشهدت الضفة الغربية موجة اعتقالات واسعة خلال الساعات الأخيرة، حيث قال نادي الأسير إن قوات الاحتلال اعتقلت نحو 50 مواطنا منذ مساء الاثنين وحتى صباح الثلاثاء، تركزت في قلقيلية وأريحا، وامتدت إلى بيت لحم ورام الله ونابلس والخليل.
وأكد نادي الأسير أن الاعتقالات ترافقت مع تدمير منازل واعتداءات جسدية وتحقيقات ميدانية، إضافة إلى استخدام المعتقلين كـ”رهائن” لإجبار ذويهم على تسليم مطلوبين، مشيرا إلى أن عدد حالات الاعتقال منذ بدء الحرب على غزة تجاوز 20 ألفا و500 حالة.
وفي قلقيلية، شمال الضفة المحتلة، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واقتحامات في بلدة عزّون شرق المدينة، حيث اعتقلت أكثر من 25 شابا بعد مداهمة عدة أحياء وتحويل منازل إلى نقاط عسكرية، بالتزامن مع إغلاق الطرق ونشر الحواجز.
وفي الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال مدارس ومنازل في بلدة بيت أمر شمال المدينة، واعتقلت أكثر من 15 مواطنا، واحتجزت عشرات الأهالي في ظروف قاسية خلال الأحوال الجوية الماطرة، كما هاجمت المدارس بقنابل الغاز والصوت مسببة حالات اختناق بين الطلبة.
كما استدعى ضباط الاحتلال جميع مديري المدارس الحكومية والخاصة في البلدة، وفتشوا المدارس واستولوا على بعض المقتنيات، وهددوا بمنع استخدام أي مظاهر وطنية داخل المدارس، وأفرج عنهم لاحقا.
وفي بيت لحم، اعتُقل 6 مواطنين من مخيمي عايدة والعزة، في حين اعتقلت قوات الاحتلال شابا من مادما جنوب نابلس وآخر من رام الله بعد اقتحام منزله.
كما شهدت مدينة أريحا اقتحاما واسعا لمخيمي عقبة جبر وعين السلطان، أسفر عن اعتقال 10 مواطنين.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت الاعتداءات في الضفة عن استشهاد 1078 فلسطينيا وإصابة نحو 11 ألفا آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف مواطن بينهم 1600 طفل، وفق مصادر فلسطينية.
المصدر: جزيرة نت+المركز الفلسطيني للإعلام
