كشف تقرير نشرته CNBC أن المواطن الأميركي يحتفظ بهاتفه الذكي لمدة 29 شهراً في المتوسط، ارتفاعاً من 22 شهراً عام 2016، وفق بيانات (Reviews.org)، حيث يشهد عدد متزايد من المستهلكين الأميركيين اتجاهاً نحو الاحتفاظ بالأجهزة الإلكترونية لفترات أطول، سواء كانت هواتف ذكية أو طابعات أو حواسيب، مدفوعين بارتفاع الأسعار وصعوبة الترقية المستمرة، وهو ما يٌضر بالاقتصاد الأميركي وفق بيانات رسمية.
وتُجسّد قصة المتقاعدة هيذر ميتشل مثالاً على هذا التوجه، إذ لا تزال تعتمد على هاتفها القديم من طراز (Samsung Galaxy A71) رغم مشاكله البسيطة، معتبرة أن شراء جهاز جديد بات ترفاً لا يمكن تحمله.
ويكشف بحث حديث صادر عن مجلس الاحتياطي الفدرالي أن تأخر الشركات في تحديث أجهزتها يُعدّ عاملاً جوهرياً في انخفاض الإنتاجية، حيث يؤدي كل عام إضافي في عمر المعدات إلى تراجع الإنتاجية بنحو 0.3%. كما أظهر التقرير أنه لو تبنت الاقتصادات الأوروبية نمط الاستثمار الأميركي منذ عام 2000، لتقلصت فجوة الإنتاجية مع الولايات المتحدة بشكل كبير، بما يصل إلى 101% في حالة ألمانيا.
ويجمع الخبراء على أن التقادم التكنولوجي يقلل الكفاءة ويزيد من تكاليف الصيانة، ما ينعكس سلباً على الشركات والأفراد.
وبشير مختصون في البنية التحتية الرقمية إلى أن الأجهزة القديمة لا تؤثر فقط على المستخدمين، بل تُبطئ الشبكات الوطنية نفسها، إذ تضطر شبكات الإنترنت والهاتف الخلوي إلى الحفاظ على التوافق مع التقنيات البطيئة، ما يخفض السرعات الفعلية ويضعف الأداء العام.
وترى شركات التكنولوجيا أن الحل يكمن في تعزيز التصاميم القابلة للإصلاح وتوسيع دعم الصيانة، بدلاً من دفع المستهلكين نحو دورات شراء لا تنتهي. في المقابل، يرى العاملون في قطاع الأجهزة المُجددة أن طول عمر الأجهزة قد يصبح مصدر نمو اقتصادي إذا تم تنظيم سوق التجديد والدعم الحكومي له.
وتوضح دراسات تقنية أن الشركات غالباً ما تملك معدّات متقادمة نتيجة بطء أقسام تكنولوجيا المعلومات في التحديث، في وقت تتطور فيه التقنيات بسرعة كبيرة، ويؤدي هذا الواقع إلى خسائر مباشرة في ساعات العمل وانخفاض القدرة على الابتكار.
وأظهرت دراسة لشركة “دايفيرسيفايد” أن 24% من الموظفين يعملون لساعات إضافية بسبب الأعطال التقنية، وأن 88% يرون أن التكنولوجيا القديمة تعيق الابتكار. ورغم شكاوى الموظفين، فإن كثيرين منهم يترددون في استبدال أجهزتهم المألوفة، ما يزيد من فجوة الأداء.
ورغم هذا التراجع الواضح في الإقبال على التحديث السريع، لا تزال شركات التقنية تجد طرقاً لجذب المستهلكين نحو الإصدارات الجديدة، مثل هاتف iPhone 17 الذي حقق نجاحاً كبيراً مؤخراً. ومع ذلك، يتوقع الخبراء استمرار الفجوة بين الأفراد والشركات في معدلات تحديث الأجهزة، في وقت يحتفظ فيه أشخاص مثل هيذر ميتشل بهواتفهم لسنوات طويلة.
ويُجمع المختصون على أن التكنولوجيا القديمة تُهدر الوقت وهو “أثمن موارد الموظف” وأن استمرار هذا الاتجاه سيظل يؤثر بشكل ملموس على الإنتاج والإنتاجية الاقتصادية.
المصدر: cnbc arabia
