عندَ حافةِ الهاويةِ قررَ المقامرُ الاميركيُ المجازفةَ بمصيرِ المنطقةِ والعالم، وليسَ في مَنطقِه سوى انقاذِ ربيبِه الصهيونيِّ من سوءِ الخاتمة..
بنيرانِ القاذفاتِ الاستراتيجيةِ الاميركيةِ بعثَ دونالد ترامب رسائلَه عبرَ الاراضي الايرانيةِ لكلِّ العالم، واولُ تُرجمانِها اَنَّ ادارتِه القائمةِ على البلطجةِ هي فوقَ كلِّ القوانينِ والحساباتِ والاعتباراتِ الدولية، والرسالةُ الاهمُ اعترافُه التامُّ بعجزِ الاسرائيليِّ عن اداءِ المُهمةِ بوجهِ الجمهوريةِ الاسلاميةِ الايرانيةِ رغمَ كلِّ الترسانةِ العسكريةِ والدفاعيةِ والاستخباراتيةِ والتكنولوجيةِ المسخّرةِ لمُهمتِه القذرةِ كما سمّاها عمومُ صقورِ الادارةِ الاميركيةِ وتوابعِها العالميةِ الغادرة.
باسمِ السلامِ الكاذبِ ضَرَبَ ترامب منشآتٍ نوويةً سلميةً باعترافِ منظمةِ الطاقةِ العالميةِ على اراضي دولةٍ ذاتِ قرارٍ وسيادةٍ، عضوٍ في الاممِ المتحدة، وما ارادَ تحقيقَه من غزوةِ الليلِ الخادعةِ هو وقفُ البرنامجِ النووي الايراني وجعلُ الكيانِ العبريِّ أكثرَ أماناً على حدِّ زعمِه ..
ومهما كان التقييمُ الميدانيُّ لحجمِ الضربةِ وتداعياتِها على البرنامجِ النووي الايراني العَصِيِّ على كلِّ معتدٍ خبيث، فانَ الردَّ الايرانيَ على العدوانِ الاميركيِّ آتٍ لا مَحالة، وحالُه وشكلُه تُحدِّدُه الحكمةُ الايرانيةُ المقتدرةُ وخِياراتُها المتعددة، وسيَتكفلُ باثباتِها الوقتُ الذي لن يكونَ بعيداً.
امّا البعدُ الثاني للضربة – اي جعلُ تل ابيب أكثرَ اَمناً – فقد اَسقطتهُ الصواريخُ الايرانيةُ قبلَ ان تعودَ القاذفاتُ الاميركيةُ الى مدارجِها او يَحتفيَ بنيامين نتنياهو بعضلاتِ دونالد ترامب، وما اَشرقت شمسُ فلسطينَ الا على دمارٍ هائلٍ داخلَ احياءِ تل ابيب وحيفا، والمستهدفُ مراكزُ عسكريةٌ وبحثيةٌ سريةٌ تعملُ لمصلحةِ تطوير الاسلحة البلوجية والجرثومية للجيش الصهيوني،فتم تدميرِها بالكامل، على اَن تُكملَ الصواريخُ اللاحقةُ على اوهامِ الامنِ لمجتمعٍ صهيونيٍّ يكابدُ تحتَ انقاضِ حكومتِه..
ومن مُدَّعي الحكمةِ بادارة ترامب كنائبِه ووزيرِ خارجيتِه اعلانٌ انهم لا يَسعَوْنَ للحربِ مع ايران، واَنَ الوقتَ مناسبٌ لما اَسمَوهُ صنعَ سلامٍ دائمٍ معها. فاَسمعتهُم الجمهوريةُ الاسلاميةُ من رئيسها وعمومِ قادتِها السياسيينَ والعسكريينَ واطيافِ شعبِها المتَّحِدِ بوجهِ العدوانِ انَ من اَشعلَ هذه النارَ عليه ان يَتحَضَّرَ لِلَظاها، واَنهم غيرُ معنيينَ بتوضيحِ مآلاتِ الردِّ القادمِ والمتنوِّعِ الخيارات، كما قال وزيرُ الخارجيةِ عباس عراقجي.
فيما اقوالُ وبياناتُ الاستنكارِ العالمي – الصادقِ منها والمنافق، فلم يَعُد يكفي في عالمٍ وضَعَهُ المستكبرون على شفا جُرُفٍ هار..
المصدر: موقع المنار