السبت   
   21 06 2025   
   25 ذو الحجة 1446   
   بيروت 14:03

القائم بأعمال سفارة ايران التقى وفدا من اللجنة الشبابية لدعم القضية الفلسطينية


إستقبل القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية توفيق صمدي وفداً من اللجنة الشبابية والطالبية لدعم القضية الفلسطينية ضم ممثلين عن المنظمات الشبابية والطالبية في الأحزاب والفصائل اللبنانية والفلسطينية.

واعرب الوفد عن تضامنه الكامل مع القيادة والشعب في إيران بوجه العدوان الإسرائيلي السافر والظالم “الذي لا ينتهك فقط القوانين الدولية، بل يعتدي على القيم الإنسانية ككل لما تمثّله الجمهورية الإسلامية في ضمير كل الأحرار والمظلومين في العالم”.

وحيا الوفد احتضان الجمهورية الإسلامية للقضية الفلسطينية، معتبراً أن “الكيان الصهيوني قد دخل مرحلة فاصلة بدءاً من عملية طوفان الأقصى التي أساءت وجهه، فكانت إعتداءاته على قطاع غزة ولبنان وسوريا واليوم إيران في محاولة لقتل فكر المقاومة الآخذ بالتمدد”.

وأبدى الوفد الشباب ثقته بأن “ايران ستخرج من هذه المحنة عزيزة شامخة منتصرة”، داعياً كل القوى والأحرار في شعوبنا العربية والإسلامية للإلتفاف حول القيادة الإيرانية لمواجهة الإستكبار الصهيوني المدعوم من الحكومات الغربية.

صمدي

بدوره، أشار القائم بأعمال السفارة توفيق صمدي في كلمة له إلى أن “وطنُنا العزيز، إيران، تعرّض ظلماً وعدواناً من قِبل نظامٍ مجرمٍ وشرير. وفي الأيام الأخيرة، خاضت إيران العزيزة اختباراً تاريخياً جديداً؛ اختباراً لم يُظهر فقط قوة دفاعنا الوطني أمام العالم، بل عكس أيضاً مشهداً مهيباً من وحدة شعبنا الكبير وتضامنه وبصيرته. ظنّ أعداؤنا، استناداً إلى أوهام الماضي، أنهم قادرون على زعزعة إرادة هذا الشعب وتماسكه عبر إشعال الفتن وممارسة الضغوط ومنعه عن التقدم. لكنهم تغافلوا عن حقيقة هامة بأن إيران اليوم ليست إيران الأمس. فنحن اليوم، متوكلين على الله تعالى، ومستندين إلى علم أبنائنا واستخدامنا للقدرات المحلية في المجال الدفاعي، قد بلغنا مستوى من الردع يجعل كل تهديدٍ يلقى الرد الحاسم”.

وأضاف: “لقد دافعت القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بيقظة واقتدار وتنسيق نموذجي، عن حياض الوطن وقیمه وموقعه، وأثبتت مجدداً أن أمن هذا البلد لا يُساوَم عليه ولا يُهدَّد. و في المقابل، سطع دور الشعب الحاسم مجدداً في هذه الأحداث؛ فبالحضور الحاشد، والصبر، والدعم الواسع، وأثبت البطل الإیراني من جدید وعیه وبصیرته وانتمائه للوطن وإسناده للنظام وقوة ضمانه في حفظ أمن البلاد وترسیخه. فهذا التلاحم بين الشعب والدولة، وهذه الألفة بين الجماهير والقوات المسلحة، هي رصيد ثمین لا تستطيع أي قوة معادية أن تمسّه”.

وأشار إلى أننا “ملتزمون بالأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم وضمان حقوق الشعوب، وعلی رأسهم الشعب الفلسطیني العزیز. نؤکد عزمنا بأننا سنردّ بحزم وسرعة على أي عدوان أو تهديد. إيران وطننا، ونحن أهله، واقفون، أعزّاءَ، مصمّمون ومؤمنون بنهجنا ومصیرنا ومسیرتنا. مشدداً على أنّ الهجمات المسلحة للكيان الصهيوني على إيران تُعدّ انتهاكاً للمادة ٢، الفقرة ٤ من ميثاق الأمم المتحدة، واعتداءً سافراً على الجمهورية الإسلامية الإيرانية. والرد الضروري والمتناسب على هذا العدوان هو حق مشروع وقانوني لإيران وفق المادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة، وإنّ القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتردد، وبكامل طاقتها وبالأسلوب الذي تراه مناسباً، في الدفاع عن كيان الوطن، ترابه وأبنائه ومصالحه ومسؤولیه ومستقبله ودوره”.

ولفت إلى أن “إيران أثبتت ما تعهدت به دائماً علناً: نحن لم ولن نسعَ يوماً لامتلاك أسلحة نووية. والاعتداءات العدوانية التي ينفذها الكيان الصهيوني ضد إيران لا يمكن أن تكون دون تنسيق وموافقة من الولايات المتحدة. وعلى هذا الأساس، فإن الإدارة الأمريكية، باعتبارها الداعم الرئيسي لهذا الكيان، تتحمّل أيضاً مسؤولية تبعات هذه المغامرة الخطيرة. وفي هذه الأيام الحساسة والمليئة بالأحداث، أظهرنا مرة أخرى أن الشعب الإيراني لن یتنازل عن حقه ولا يخاف التهديدات، بل يحوّل كل تهديد إلى فرصة للوعي والتقدم والثقة بالنفس والاعتماد الذاتي بکل طاقاته الداخلیة. لقد كانت الحرب الأخيرة، رغم صعوبتها ومرارتها، ساحةً لتعزیز التلاحم القومي وتألّق القوة الوطنية؛ تلك القوة التي تحققت في ظل توجيهات سماحة الإمام قائد الثورة الإسلامية (دام ظله) وبالاعتماد على عقول أبناءه الأذکیاء وسواعد الأقویاء”.

وقال: “لسنواتٍ طويلة، أكد القائد الحكيم للثورة على أهمية الاستقلال العلمي وقوة الردع. وها نحن نرى اليوم ثمار هذه القيادة الرشيدة في الميدان: صواريخ دقيقة، أنظمة دفاعية محلية، وتكنولوجيا متقدمة، كلها من صنع أيدي شبابنا المؤمنين والعلماء من أبناء هذا الوطن. إنّ القلب النابض لقوة إيران الدفاعية والتقنية اليوم هو الجامعات، والمراكز المعرفية، وغرف التفكير المليئة بالنخب الشابة. هؤلاء الشباب، بروحهم الجهادية وإيمانهم الأصیل بشعار “نحن قادرون”، قد حققوا إنجازات عظيمة، وأثبتوا أن الجهاد العلمي لا يقل شأناً عن الجهاد المسلح في ساحة الدفاع والقتال. وبفضل هذه الأجيال الشابة، الصامدة والذكية، لا نعبر الأزمات فقط، بل نبني مستقبلاً أكثر إشراقاً لإيران”.

وختم: “فليَعلم الجاهلون: إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بفضل إيمان شعبها، وروحها الشهادية، وقيادتها الحكيمة، واقفة على قمّة العزّة والاقتدار. نحن لسنا أهل العدوان، ولكننا أيضاً لسنا أهل الخضوع والاستسلام ولن نكون. السلام والتحية لأرواح شهدائنا الطاهرة، والتحية لشباب إيران الذين يُضيئون سماء الفخر بالأنوار ویأدّبون الاستعمار والاستکبار ویکتبون مصیر المستقبل والقرار ویرفعون رایة الاعتزاز في الحرب والحوار”.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام