أعلنت النيابة العامة في الإكوادور، الاثنين، إطلاق سراح رجل نجا من ضربة أميركية استهدفت غواصة يُشتبه بأنها كانت تقوم بتهريب المخدرات، مشيرة إلى عدم وجود أدلة تثبت ارتكابه أي جريمة.
وكانت الولايات المتحدة قد نشرت سفنًا حربية في البحر الكاريبي قبالة سواحل فنزويلا منذ أغسطس/آب الماضي، ونفّذت عدة ضربات استهدفت مراكب قالت إنها متورطة في تهريب المخدرات، ما أسفر عن مقتل 32 شخصًا وأثار ردود فعل غاضبة من عدد من قادة دول أميركا الجنوبية.
وسلّمت السلطات الأميركية الرجل الإكوادوري الذي نجا من هجوم الأسبوع الماضي، والذي استهدف – وفق الرئيس الأميركي دونالد ترامب – “غواصة كبيرة جدًا تحمل المخدرات” كانت متجهة إلى الولايات المتحدة.
وقالت النيابة العامة الإكوادورية في بيان: “لم يرد إلى هذه المؤسسة أي تقرير عن جريمة ارتكبها الرجل، وبالتالي لا يمكن توقيفه”، مؤكدةً أيضًا عدم وجود أي دعاوى مرفوعة ضده، دون الكشف عن هويته.
وفي السياق ذاته، أُعيد شخص آخر نجا من الضربة إلى بلده الأم كولومبيا، حيث أعلن وزير الداخلية أرماندو بينديتي أنه “وصل مصابًا بصدمة دماغية وتحت تأثير التخدير، ويتنفس بواسطة جهاز تنفس اصطناعي”، مشيرًا إلى أن السلطات الكولومبية ستلاحقه قضائيًا.
وكان ترامب قد تباهى، السبت، بتدمير الغواصة ووصف من كانوا على متنها بـ”الإرهابيين”، موضحًا عبر منشور على شبكات التواصل الاجتماعي أن الغواصة كانت محمّلة بالفنتانيل ومخدرات أخرى، وأن الهجوم أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم.
وردًا على سؤال حول سبب عدم نقل الناجيين إلى الولايات المتحدة لمحاكمتهما، قال نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس للصحافيين: “طالما أنهما لا يجلبان السم إلى بلادنا… فلا يهم ما يحدث لهما”.
من جانبه، شدد رئيس الإكوادور دانيال نوبوا عبر منصة “إكس” على عزم حكومته مكافحة تهريب المخدرات، في وقت تشهد فيه البلاد تصاعدًا حادًا في معدلات العنف خلال السنوات الأخيرة، بعدما كانت تُعدّ من أكثر دول أميركا اللاتينية أمانًا.
وتقع الإكوادور بين كولومبيا والبيرو، وهما من أبرز منتجي الكوكايين في العالم، مما جعلها مركزًا رئيسيًا لتهريب المخدرات في المنطقة.
في المقابل، انتقد عدد من زعماء أميركا الجنوبية، بينهم الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الهجمات الأميركية، واعتبر بيترو على منصة “إكس” أن العملية ليست سوى جزء من “استراتيجية فاشلة للسيطرة على أميركا اللاتينية والحصول على نفط زهيد الثمن من فنزويلا”.
المصدر: أ.ف.ب.