الثلاثاء   
   21 10 2025   
   28 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 17:35

مصادر إسرائيلية: أذربيجان تتحفّظ على المشاركة في القوة الدولية بقطاع غزة

ذكرت مصادر إسرائيلية أن أذربيجان أبدت تحفظًا من المشاركة في القوة الدولية المزمع تشكيلها لإدارة الأوضاع في قطاع غزة، ضمن الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك رغم مساعٍ أميركية لضمّها إلى هذه القوة.

وأفادت صحيفة هآرتس العبرية، الثلاثاء، بأن قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي (سنتكوم)، الجنرال براد كوبر، المسؤول عن تنظيم القوة الدولية، زار العاصمة الأذربيجانية باكو يوم السبت الماضي، حيث التقى الرئيس إلهام علييف ووزير الدفاع ذاكر حسنوف، في زيارةٍ يُرجّح أن هدفها هو إقناع أذربيجان بالمشاركة في القوة الدولية المنتظرة في غزة.

وأوضحت الصحيفة أن لأذربيجان علاقاتٍ متوازنة مع الولايات المتحدة وتركيا والكيان الإسرائيلي، غير أن مصدرًا إسرائيليًا مطّلعًا أشار إلى أنّ هذه العلاقات المتشابكة تجعل موقف باكو حذرًا، مضيفًا: “الأذربيجانيون مترددون، وليس مؤكدًا أنهم يريدون المشاركة في هذه القوة”.

وأضاف المصدر أن “أذربيجان من جهةٍ ترغب في الاستجابة للطلب الأميركي الذي وصل بالفعل، لكنها من جهةٍ أخرى تدرك أن مشاركتها قد تضعها في موقفٍ حساس، إذ تسعى إسرائيل إلى نزع سلاح حماس، بينما تعارض تركيا ذلك بشدة، ما يدفع أذربيجان إلى محاولة إيجاد صيغةٍ تضمن تجنّب هذا المأزق”.

وبحسب مسؤولين أميركيين، فإن الخطة التي أُعلنت بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تتضمن مشاركة قوات تركية وقطرية إلى جانب الولايات المتحدة في مهمة استقرار القطاع، على أن تقتصر مهمة القوات الأميركية على المراقبة والتنسيق دون الدخول الميداني إلى داخل غزة.

وفي المقابل، أشار المصدر الإسرائيلي إلى معارضةٍ واسعة داخل الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية لأيّ دورٍ تركي في القوة الدولية، خصوصًا إذا شمل مشاركةً عسكرية. وقال: “هناك خشية كبيرة من الدخول التركي إلى غزة، لأن ذلك سيخلق واقعًا مختلفًا تمامًا، كما حدث في سورية بعد سقوط نظام بشار الأسد، حين تمدّد الأتراك شمالًا، وهناك قلق من أن يتكرر المشهد جنوبًا أيضًا”، في إشارةٍ إلى المناطق السورية الجنوبية التي يحتل الكيان الإسرائيلي أجزاءً منها.

وأضافت الصحيفة نقلًا عن مصادر إسرائيلية أخرى، أنّ “إسرائيل لم تُقدّر بما يكفي مخاطر التورط التركي العميق في شؤون غزة عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بوساطةٍ تركية”، غير أن جهاتٍ إقليمية ترى أنّ مصر وتركيا هما الدولتان الوحيدتان في المنطقة المؤهلتان لوجستيًا للمساهمة في إنشاء القوة الدولية المرتقبة.

المصدر: عرب 48