الإثنين   
   20 10 2025   
   27 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 12:59

صنعاء تشيّع الشهيد الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري في مشهد شعبي ورسمي حاشد

شهدت العاصمةُ صنعاء، اليوم، مراسمَ تشييع الشهيد الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري في ميدان السبعين وجامع الشعب، وسط حضورٍ رسمي وشعبي واسع، غصّت به الساحات والمداخل المؤدية إلى الميدان.

وتوافدت الجموع منذ ساعات الصباح الأولى، وهي تحمل صور الشهيد ورايات المشروع القرآني، في مشهد مهيب عبّر عن وفاء اليمنيين لقائدٍ أفنى حياته في بناء القوات المسلحة وتعزيز قدرات الردع والدفاع عن فلسطين والأمة.

وانطلقت المراسم في يوم الوفاء لأهل الوفاء بمشاركة آلاف المشيعين القادمين من مختلف مديريات أمانة العاصمة ومحافظات الجمهورية، حيث تدفقت الحشود إلى مداخل الميدان وهي ترفع أعلام الجمهورية ورايات المشروع القرآني، فيما تواصلت الوفود الرسمية والشعبية والعشائرية والحزبية وصولًا إلى ساحات جامع الشعب وميدان السبعين.

ولم يكن المشهد مجرد توديعٍ للشهيد، بل تجديدًا للعهد والوفاء لقيم الجهاد والمقاومة؛ إذ بدت الاستعدادات التنظيمية واضحة من خلال لجان التشييع وتشكيل الصفوف والتوجيه المعنوي، بينما عبّرت المظاهر الشعبية الحاشدة والقبور الرمزية عن عمق الحزن وصدق الوفاء.

وأكد المشاركون أن تشييع الغماري ليس وداعًا فحسب، بل إعلان عهدٍ ووفاءٍ متجدد في كل ميادين النضال، مشيرين إلى أن الشهيد مثّل نموذج القائد المخلص الذي كرّس حياته في سبيل الوطن وقضايا الأمة.

وأوضح ضباط تخرّجوا على يديه أنه كان أبًا ومعلّمًا بنى جيشًا عقائديًا مؤمنًا يمتلك خبرات وقدرات ميدانية نقلت القوات اليمنية إلى مستوى جديد في مواجهة قوى العدوان، مجددين العهد على مواصلة الدرب الذي رسمه حتى تحقيق النصر والفتح الموعود.

فيديوغراف | محطات بارزة من حياة القائد الجهادي الكبير الشهيد المجاهد محمد عبدالكريم الغماري “السيد هاشم”

مفتي الديار اليمنية: المتعاونون مع العدو الصهيوني مرتدّون ويجب الإبلاغ عنهم

وأكّد مفتي الديار اليمنية السيد العلامة شمس الدين شرف الدين أن ما يقوم به العملاء والخونة من تعاونٍ مع العدو الصهيوني والأمريكي يُعد ردةً صريحة عن الإسلام وخروجًا عن صف الأمة، مشددًا على أن من يعرف بوجود متعاونٍ مع العدو ولم يُبلّغ السلطات الشرعية يُعد شريكًا في الجريمة.

وفي كلمته خلال مراسم تشييع الشهيد الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري، أشار المفتي إلى أن هذا المصاب الجلل يأتي في إطار الابتلاء الإلهي الذي يصيب المؤمنين في طريق الله ونصرة المستضعفين اليوم، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ…».

وأوضح أن السكوت عن المجرمين والمتواطئين مع أعداء الأمة خيانةٌ دينية ووطنية، داعيًا إلى محاسبة كل من يثبت عليه التورط أو التستر، قائلاً : “من أحدث حدثًا أو آوى محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين”.

وبيّن المفتي أن من يتعاون مع العدو لا يجوز الدفاع عنه أو الشفاعة له، مؤكدًا أن من يفعل ذلك يكون قد شاركه في الإثم، ومذكّرًا بحديث النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”.

وختم العلامة شرف الدين كلمته بالدعاء للشهيد الغماري ورفاقه بأن يتقبلهم الله في عليين، مؤكدًا أن دماء الشهداء ستبقى منارةً تهدي الأحرار في طريق التحرر والكرامة حتى يتحقق وعد الله بالنصر.

العلامة مفتاح : تشييع الغماري إعلان وفاء لشهيدٍ صنع معادلة الردع والانتصار

وأشاد القائم بأعمال رئيس الوزراء بحكومة التصريف والبناء، العلامة محمد مفتاح، بالمواقف الإيمانية والجهادية العظيمة التي جسدها الشهيد القائد هاشم الغماري، مؤكداً أن تشييعه اليوم يمثل محطة تاريخية تجسّد وفاء هذا الشعب لرجاله العظماء، وعنواناً للولاء الصادق لمشروع الشهادة والانتصار.

وفي كلمة ألقاها خلال مراسم التشييع، قال مفتاح: “نودّع اليوم رجلاً من كبار عظماء هذه الأمة، رجلًا تميّز بصفاء النية، وصدق الإخلاص، وسموّ الهدف”، مضيفاً: “لقد كان الشهيد الغماري في مقدمة الميدان، قائداً ومجاهدًا وصاحب بصيرة نافذة، لا يتأخر عن واجب، ولا يتوانى عن عطاء”.

وأشار إلى أن الشهيد الغماري كان من أبرز القيادات المؤسسة للهيكل العسكري الجديد في اليمن، وشكّل مع رفاقه في القوات المسلحة نموذجاً للولاء، والالتزام، والفداء.

ولفت إلى أن عطاء الشهيد الغماري لم يكن محصوراً في الجبهة فقط، بل امتدّ ليشمل الرؤية السياسية والاهتمام بالشأن العام، حيث حمل همّ المجتمع، وتابع قضاياه، وساهم في دعم مسارات البناء والتنمية، رغم ظروف العدوان والحصار.

وأوضح مفتاح أن الشهيد رحل بعد أن أرسى معادلة الردع والانتصار، ورفع من مستوى الأداء العسكري إلى أعلى درجات الاحتراف والعقيدة الجهادية، مضيفاً: “من يجوب اليمن اليوم يدرك أن الغماري كان حاضراً في كل مفصل من مفاصل الصمود، وكان حجر زاوية في هذه الملحمة الإيمانية الكبرى التي يخوضها شعبنا في وجه تحالف الشر العالمي”.

وأكد أن استهداف الغماري من قِبل قوى العدوان لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة طبيعية لمكانته المؤثرة في صناعة الانتصارات، قائلاً: “يكفيه شرفاً أن أعداء الأمة جميعاً اجتمعوا على استهدافه، وهذه وحدها شهادة عظيمة على حجم هذا القائد الذي أرهق خصومه وألهم شعبه”.

وثمّن مفتاح التوافد الشعبي اليمني الواسع الذي توافد إلى ميدان السبعين للمشاركة في مراسم تشييع الشهيد الغماري.

المصدر: المسيرة نت