الإثنين   
   20 10 2025   
   27 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 18:43

ترامب يقول إن وقف إطلاق النار ما زال قائماً في غزة رغم الغارات الاسرائيلية

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، إنّ الهدنة في غزة لا تزال صامدة، وذلك بعدما شنّ الكيان الإسرائيلي غارات على مناطق متفرقة من القطاع، متهماً حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمهاجمة قواته، في أعنف تصعيد منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ قبل تسعة أيام، قبل أن يعلن لاحقاً وقف ضرباته و”إعادة تطبيق” الهدنة.

وأوضح الدفاع المدني في غزة أنّ الغارات أدّت إلى ارتقاء 45 شهيداً، فيما تحدث جيش الاحتلال عن مقتل اثنين من جنوده خلال مواجهات في رفح، جنوبي القطاع.

وقال ترامب لصحافيين في الطائرة الرئاسية، عندما سئل عمّا إذا كان وقف إطلاق النار ما زال قائماً: “نعم، إنه كذلك”، مشيراً إلى أنّ قيادة حماس لم تكن متورطة في أيّ خروق، وألقى باللوم على “بعض المتمردين داخل الحركة”. وأضاف أنّه يأمل في أن يصمد وقف إطلاق النار الذي ساهمت بلاده في التوصل إليه، قائلاً: “نريد التأكد من أن الأمور تسير بشكل سلمي جداً مع حماس”.

من جانبه، أصدر رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات لقوات الأمن بالتحرك “بقوة” ضد أهداف في قطاع غزة، متهماً حماس بانتهاك وقف إطلاق النار، فيما ردّت الحركة بالتأكيد على التزامها الكامل بالاتفاق، ونفت علمها بوقوع اشتباكات في رفح. وأكد عضو مكتبها السياسي عزّت الرشق أنّ حكومة الاحتلال تخرق الاتفاق عبر “اختلاق الذرائع الواهية لتبرير جرائمها”.

وفي السياق، دعا نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس دول الخليج إلى إنشاء “بنية تحتية أمنية” لضمان نزع سلاح حماس، معتبراً ذلك “جزءاً أساسياً من اتفاق السلام”، وقال: “دول الخليج، حليفتنا، ليست لديها البنية التحتية الأمنية اللازمة حتى الآن لضمان نزع سلاح حماس”.

ومساء الأحد، أعلن جيش الاحتلال أنّه سيعاود تطبيق وقف إطلاق النار “بناءً على توجيهات المستوى السياسي”، بعد “سلسلة من الغارات الملموسة”، مؤكداً في بيان أنه “سيرد بقوة شديدة على أيّ خرق للاتفاق”.

ويوم أمس الاحد، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية ومدفعية عنيفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين بينهم أطفال ونساء وصحفيون، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.

وجاء التصعيد الإسرائيلي بعد ساعات من تصريحات أطلقها وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس، توعد فيها حركة حماس.

ومن جانبها، زعمت وسائل إعلام إسرائيلية أن مقاتلين من المقاومة هاجموا آلية للجيش الإسرائيلي شرق رفح، وأطلقوا وابلاً من القذائف باتجاه قوات الاحتلال، ما أدى – وفق مزاعمها – إلى مقتل جنديين وإصابة أربعة آخرين.

إلا أن مصادر في المقاومة الفلسطينية نفت تلك المزاعم، موضحة أن الانفجار الذي وقع شرق رفح نجم عن لغم أرضي قديم زرع خلال الحرب الأخيرة، وانفجر تحت آلية إسرائيلية، مشيرة إلى أن الاحتلال “حرّف الحادثة لتبرير خرقه للهدنة وتحميل المقاومة المسؤولية.”

ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2025، وثقت الجهات الفلسطينية 47 خرقًا إسرائيليًا، أسفرت عن استشهاد 38 مواطنًا وإصابة 143 آخرين، في انتهاكٍ واضح لاتفاق الهدنة ولأحكام القانون الدولي الإنساني.

وبدورها، أكدت كتائب الشهيد عزالدين القسام أمس التزامها الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه، وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة.

وأوضح البيان أنّه لا علم للكتائب بأية أحداث أو اشتباكات تجري في منطقة رفح، مشيراً إلى أن تلك المناطق تُعدّ “حمراء” وتقع تحت سيطرة الاحتلال، وأن الاتصال مقطوع بما تبقّى من مجموعات للكتائب هناك منذ عودة الحرب في مارس من العام الجاري.

وأضاف البيان أنه لا تتوفر لدى الكتائب معلومات تُبيِّن ما إذا كان هؤلاء المجاهدون قد استشهدوا أم ما زالوا على قيد الحياة منذ ذلك التاريخ، وعليه فلا علاقة للكتائب بأي أحداث تقع في تلك المناطق، ولا يمكنها التواصل مع أيٍّ من مجاهدينا هناك إن كان لا يزال أحدهم على قيد الحياة.

المصدر: مواقع