الجمعة   
   17 10 2025   
   24 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 23:06

أكثر من 2600 تظاهرة في أمريكا : يوم “لا ملوك” في مواجهة ترامب

تشهد الولايات المتحدة تصعيدًا غير مسبوق في التوترات السياسية والاجتماعية، مع اتساع رقعة الصراع الداخلي بين مؤيدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومعارضيه، في مشهد يعيد إلى الأذهان مرحلة الرئيس الاميركي السابق ريتشارد نيكسون ومدير لـ اف بي أي السابق إدغار هوفر، حيث تبرز ملامح تصفية حسابات سياسية وقرارات بملاحقة الخصوم.

يوم “لا ملوك”… انتفاضة ضد النزعة السلطوية

وفي الحراك المتصاعد ضد ترامب، أُعلن عن تنظيم أكثر من 2,600 تظاهرة في جميع الولايات يوم غد السبت تحت شعار “لا ملوك” (No Kings Day)، في أضخم حراك احتجاجي منذ تولّي ترامب الحكم. ويشارك في هذه المظاهرات تحالف يضمّ أكثر من 200 منظمة وطنية مثل الاتحاد الأميركي للحريات المدنية (ACLU) واتحاد المعلمين الأميركيين (AFT) وحركة Indivisible.

يرى المنظمون أن الاحتجاجات تأتي للدفاع عن الديمقراطية ورفض ما يصفونه بـ”النزعة الملكية” لترامب، الذي يستخدم السلطة الفيدرالية لتوسيع نفوذه، وقمع الحريات، وملاحقة المهاجرين والخصوم السياسيين.

المتحدث باسم التحالف، هانتر دن، أكد أن المشاركة تضاعفت مقارنة باحتجاجات يونيو الماضي التي جمعت نحو خمسة ملايين شخص.
الحدث يُقام على خلفية إغلاق حكومي شامل، وانتشار للقوات الفيدرالية في المدن، وتصاعد المداهمات ضد المهاجرين.

احتجاجات سلمية

وتحمل الحركة شعار اللاعنف، وتخضع لتدريبات ميدانية وإلكترونية حول التعامل السلمي مع الشرطة.
ويهدف المنظمون إلى إظهار أن معارضة ترامب ليست حكرًا على المدن الكبرى، بل تمتد إلى البلدات الصغيرة في كل الولايات الخمسين.

الممثل روبرت دي نيرو عبّر عن دعمه للحركة قائلًا: “لقد خضنا حربين عالميتين للحفاظ على الديمقراطية، والآن لدينا ملك محتمل يريد انتزاعها: الملك دونالد الأول.”

الجامعات في مواجهة البيت الأبيض

في موازاة الحراك الشعبي، اندلع صراع حاد بين الجامعات والبيت الأبيض بعد مقترحٍ من إدارة ترامب يمنح تمويلًا تفضيليًا للمؤسسات التي تتبنى أولوياته السياسية.
رفضت جامعات كبرى مثل براون، MIT، بنسلفانيا، وجنوب كاليفورنيا هذا المقترح الذي وصفته بأنه “محاولة لتقويض الحرية الأكاديمية”.

وتضمّن الاتفاق المرفوض بنودًا مثيرة للجدل، مثل تقييد حرية التعبير، وإغلاق وحدات جامعية “تسخر من الأفكار المحافظة”، وفرض قيود على الطلاب الأجانب.
رأت الصحافة الجامعية أن هذه الخطوة تمثل “نظام حماية سياسيًا مقنّعًا” ومحاولة للسيطرة على الفكر الأكاديمي.

انقسام شعبي وقلق متزايد

يشير مراقبون إلى أن الشارع الأميركي يعيش حالة انقسام اجتماعي متجذّر، لا يقتصر على النخب السياسية، بل يمتد إلى مختلف فئات الشعب.
ويرى البعض أن ترامب يسعى لإعادة صياغة النظام السياسي بما يخدم سلطته، في حين يرى مؤيدوه أن الاحتجاجات تمثل “كراهية لأميركا”.

الولايات المتحدة اليوم أمام مشهدٍ داخليٍ منقسم بين تيارين:

  • تيار يرى في ترامب رمزًا لإعادة النظام والقوة.
  • وآخر يعتبره خطرًا على الديمقراطية وميلًا نحو الحكم الفردي.

في كل الأحوال، يبدو أن الحراك الشعبي والأكاديمي بات يشكل أوسع مقاومة مدنية ضد الإدارة الحالية، ويؤكد أن معركة “لا ملوك” ليست مجرد احتجاج، بل صراع على هوية النظام الأميركي نفسه.