الثلاثاء   
   14 10 2025   
   21 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 02:00

المشاط يؤكد جاهزية اليمن لمتابعة تنفيذ اتفاق إنهاء العدوان على غزة

قال رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، مهدي المشاط، إن بلاده ستظل في حالة يقظة واستعداد كامل لمتابعة مرحلة تنفيذ الاتفاق الخاص بإنهاء العدوان على غزة وإدخال المساعدات، مؤكداً أن السلطة ستكون جاهزة للاستجابة لأي تطور يتعلق بالاتفاق.

وأضاف المشاط، في تصريحاته، أن التضحيات التي قدمها الشعب اليمني «هي في عين الله ولن تزيدنا إلا إصراراً وثباتاً على الموقف المحق مهما بلغ حجم التضحيات». وشدّد على أن دفع اليمن قدّرته على تطوير قدراته العسكرية «في كل المجالات والارتقاء بها» لتمكين البلاد من مواجهة ما لدى «العدو» من تقنيات عسكرية حديثة.

وأشار إلى أن تطوير القدرات العسكرية يأتي «في إطار الاستعداد والجهوزية لأي جديد، وتحقيق الردع في ظل الهجمة العدوانية الشرسة على بلدنا وأمتنا»، مؤكداً استمرار الدفاع عن اليمن «حتى تحرير كل شبر من أراضي الجمهورية وطرد كل محتل غاصب استباح ثروات الشعب وسفك دماء أبنائه».

وأضاف المشاط أن الدفاع سيستمر أيضاً «حتى تحريرها وطرد كل محتل قيد حريات شعبنا في سجونه السرية وحاربهم في لقمة العيش بافتعال الأزمات الاقتصادية والتسبب في الغلاء».

ودعا المشاط إلى اتخاذ موقف عربي وإسلامي حازم تجاه «عربدة واستباحة الكيان الغاصب للمنطقة»، معرباً عن الإشادة بتضحيات «كل الأحرار والشرفاء الذين وقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم»، وذكَـر بالوقوف إلى جانب المقاومة «في مقدمتهم حزب الله وأحرار العراق والجمهورية الإسلامية في إيران».

كما أشاد بالمواقف التي تسهم في مواجهة «جريمة الإبادة الجماعية والتجويع لإخواننا في غزة»، وبالدول التي قطعت علاقاتها مع «الكيان الإسرائيلي» أو فرضت عليه «عقوبات رادعة».

وتوجه المشاط بنداء إلى «النظام السعودي» طالباً الانتقال «من مرحلة خفض التصعيد إلى إنهاء العدوان والحصار والاحتلال وتنفيذ الاستحقاقات الواضحة للسلام»، معتبراً أن إنهاء العدوان والحصار والاحتلال وتنفيذ استحقاقات السلام «هو الحل الأقرب لقطع المجال أمام من يستثمر في الحروب بين أبناء أمتنا خدمةً للكيان الإسرائيلي».

واستنكر المشاط ما وصفه بتوظيف الولايات المتحدة «كل الحساسيات في المنطقة من أجل العدو الإسرائيلي»، مخاطباً في ذلك أصحاب القرار بـ«إن كنتم تعقلون».

وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى بتأكيد «التضامن الكامل مع الشعبين اللبناني والسوري وكل شعوب المنطقة التي تتعرض للعدوان الصهيوني الغاشم».

المشاط يشدّد على «معركة الوعي» لمواجهة «الاحتلال الأجنبي الجديد» والدفاع عن الثورة

وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، في كلمة وجهها إلى أبناء الشعب اليمني وقادة الموقف الوطني، أن الرابع عشر من أكتوبر ليس «يومًا عاديًا»، بل «فجر مجيد أضاء دروب الحرية وعلامة خالدة للسيادة والكرامة اليمنية»، داعيًا إلى جعل هذه الذكرى منارة في «معركتنا الوطنية التحررية الشاملة ضد المستعمرين الجدد».

وفي مستهل كلمته، تقدّم المشاط «بخالص التهاني» للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، موصولة لأبطال القوات المسلحة والأمن وكل رفاق السلاح والجهاد، ولجميع شركاء الموقف الوطني من أحزاب ونخب وعلماء ومشائخ وأعيان وأفراد «وكل الشرفاء والأحرار في كل جبهات العمل الرسمي والشعبي وفي جميع الميادين».

واستعرض المشاط ما وصفه بمحاولات أعداء الثورة والتحرر على مدى عقود «لاختراق وعي الأمة وتشويه معالم الثورة الناصعة»، معتبراً أن هؤلاء «كان الأجدر بهم أن يعملوا على ترسيخ ثقافة الحرية ورفض كل أشكال الوصاية». وأضاف أن خصوم الثورة «سعوا إلى تغييب التاريخ العظيم للمناضلين والثوار الذين فجروا ثورة الرابع عشر من أكتوبر» وتزويره، ما أدى — بحسب قوله — إلى «فوضى مفاهيمية مضللة».

وحذّر المشاط من «مرتزقة الاحتلال الأجنبي الجديد» الذين، كما قال، «تجرأوا على الجمع بين الاحتفاء بثورة الرابع عشر من أكتوبر والتملق للاحتلال الأجنبي الجديد في آنٍ واحد»، واعتبر أن هؤلاء «يبررون وجوده ويخدمون أجنداته»، داعياً أبناء المحافظات كافة إلى «الوقوف صفًا واحدًا في وجه المرتزقة وأدوات الصهاينة، متمسكين بإرث الأجداد وحاملين راية الكرامة والهوية الإيمانية والعروبة الأصيلة نصرةً للشعب الفلسطيني».

وأشار المشاط إلى دور عدن التاريخي في النضال، مذكراً بأنها «احتضنت أول مكتب لمقاطعة العدو الصهيوني وفتحت معسكرات تدريب للمجاهدين المتطوعين وقدّمت السلاح والدعم اللوجستي للمقاومة الفلسطينية في بداياتها»، معبراً عن الأسف لـ«تحول بعض مواقع المدينة اليوم إلى استقبال ضباط من جيوش وأجهزة استخبارات معادية»، وناشد أحفاد المناضلين في عدن وغيرها من المحافظات أن يتولوا دورهم التاريخي المشرف.

وشدّد المشاط على أن «الواجب الوطني يفرض خوض معركة الوعي وجعل ثورة الرابع عشر من أكتوبر منارة نهتدي بها»، مجدداً التأكيد أن «شعبنا أعاد الاعتبار لهذه الثورة بالصمود والثبات والتصدي البطولي للعدوان الأمريكي السعودي على مدى عشر سنوات متواصلة»، وأن هذه السنوات العشر «لم تلِن فيها عزيمة الشعب ولم تنكسر إرادته».

ووجّه الرئيس خطابًا مباشرًا إلى أبناء الشعب قائلاً إن حالة الانسجام بين مواقفهم اليوم ومبادئ ثورة 14 أكتوبر «دليل قاطع على صوابية موقفهم وعدالة قضيتهم»، مشيدًا بـ«التفاعل الشعبي الأصيل لإخواننا في المحافظات الجنوبية مع قضية فلسطين ومعاناة أهلنا في قطاع غزة»، ومعتبراً أن «بنادق ثورة الرابع عشر من أكتوبر التي طهّرت الأرض من الاستعمار البريطاني لا تُرى اليوم إلا في أيدي أبناء الشعب اليمني».

كما وصف المشاط الوجوه التي «ارتهنت للعدوان الأمريكي–السعودي–الإماراتي» بأنها «أدوات رخيصة بيد المجرمين الصهاينة والغزاة»، محمِّلاًهم مسئولية الخزي والعار مقابل أوسمة الشرف والعزة التي تمنحها الثورة لأبنائها.

وختم المشاط كلمته بتأكيد مكانة يوم الرابع عشر من أكتوبر، قائلاً إنه «يمثل للغزاة والمحتلين الجدد ذكرى تقض مضاجعهم وتذكّرهم بمصير كل غازٍ محتل على هذه الأرض الطاهرة»، مجدداً الدعوة إلى التمسك بالإرث الوطني والنضالي والعمل على مواجهة أشكال الوصاية والهيمنة الخارجية.

المصدر: موقع المنار