الإثنين   
   13 10 2025   
   20 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 20:49

تبعات الإغلاق الحكومي تتكشف في الولايات المتحدة

تتكشف تبعات الإغلاق الحكومي الذي دخل أسبوعه الثالث الاثنين بشكل متزايد في الولايات المتحدة، مع تجميد رواتب الموظفين، وإغلاق المتاحف والمتنزهات الوطنية، وانخفاض حركة النقل الجوي.

بدأ الإغلاق في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، بعد فشل الجمهوريين والديمقراطيين في الاتفاق على خطة إنفاق مؤقتة تحافظ على تمويل الحكومة.

ومنذ ذلك الحين، دخلت الحكومة الفيدرالية في حالة “إغلاق”، وأُجبر مئات الآلاف من الموظفين المدنيين على أخذ إجازات غير مدفوعة الأجر.

كما اضطرت المتاحف العامة في واشنطن إلى إغلاق أبوابها الأحد طوال فترة الإغلاق بسبب نقص التمويل، فيما أصبحت بعض المتنزهات الوطنية، مثل متنزه كهوف كارلسباد الوطنية في نيو مكسيكو، غير متاحة للزوار منذ بدء الإغلاق.

وفي المطارات، تتزايد المخاوف من امتداد طوابير الانتظار بسبب تناقص عدد مراقبي الحركة الجوية وعناصر أمن النقل.

وفي كل الأحوال، لن يحصل أكثر من 2.3 مليون موظف حكومي على رواتبهم، سواء استمروا في العمل أو أُعفوا مؤقتاً، طوال فترة الإغلاق.

وقالت الموظفة مارلين ريتشاردز من ميزوري، لوكالة فرانس برس، إن الوضع يشكل “خسارة كبيرة في الدخل ووضعاً عصيباً للغاية”، موضحة: “يعيش معظم الناس كل يوم بيومه، معتمدين على الراتب التالي لسداد الفواتير وعدم البقاء بدون كهرباء… وهذا حالي”.

وعلى الرغم من الإغلاق الحكومي، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب استخدام كل الأموال المتاحة لصرف رواتب أكثر من 1.3 مليون عسكري في الخدمة الفعلية الأربعاء، وفق ما كتب على منصته “تروث سوشال” السبت. ويأتي هذا الإجراء ضمن رغبته في كسب الرأي العام، خصوصاً في بلد يحظى فيه أفراد الجيش بمكانة خاصة لدى الشعب.

وكتب ترامب على منصته: “لن أسمح للديمقراطيين بأخذ جيشنا وأمن أمتنا بأكمله رهينة من خلال إغلاقهم الحكومي الخطير”.

في الكونغرس، يقترح الجمهوريون تمديد الموازنة الحالية بمستويات الإنفاق نفسها، فيما يدعو الديمقراطيون إلى تمديد دعم التأمين الصحي للأسر ذات الدخل المنخفض. وبدون هذا التمديد، من المتوقع أن تتضاعف تكاليف التأمين الصحي لأكثر من 24 مليون أميركي يستفيدون من برنامج الضمان الصحي الخاص “أوباما كير”، بحسب مؤسسة “كي إف إف” البحثية المعنية بالرعاية الصحية.

ويتطلب إقرار الموازنة عدة أصوات ديمقراطية على الرغم من الغالبية الجمهورية في الكونغرس. لكن ترامب يرفض أي تفاوض مع المعارضة بشأن القضايا الصحية، ويشترط تمرير الموازنة مسبقاً.

وأكد زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، حكيم جيفريز، الأحد، أن حزبه منفتح على المناقشات مع البيت الأبيض والجمهوريين في الكونغرس، قائلاً في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”: “للأسف، اتخذوا قرار اتباع نهج +هذا أو لا شيء+”.

واعتبر نائب الرئيس الأميركي، جاي جي فانس، في تصريح لشبكة “سي بي إس نيوز”، أن موقف الديمقراطيين لا يشبه التفاوض، بل “احتجاز رهائن”، معرباً عن أسفه لـ”الفوضى” التي أحدثها الوضع.

وفي محاولة لدفع المزيد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين إلى التراجع، ضاعف ترامب تهديداته. وقال الأحد من على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه إلى إسرائيل: “سننهي بعض البرامج التي لا نريدها، وهي برامج يدعمها الديمقراطيون”. وأضاف: “أعتقد أنهم ارتكبوا خطأ فادحاً”، في إشارة إلى الديمقراطيين.

والجمعة، أعلن البيت الأبيض البدء بعملية تسريح كبيرة للموظفين الفيدراليين، حيث تلقى أكثر من 4 آلاف موظف، يعملون في سبع وزارات على الأقل، إشعارات بالتسريح، بحسب وثيقة قضائية.

المصدر: أ.ف.ب.