الجمعة   
   10 10 2025   
   17 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 23:31

السيد الحوثي: طوفان الأقصى نصر إلهي أربك العدو الإسرائيلي وسنرصد مراحل تنفيذ الاتفاق

أكد قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن العدو الإسرائيلي فرّ من غزة عام 2005 بعد نصر إلهي كتبه الله للمجاهدين في القطاع، وليس تكرمًا كما قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وأوضح أن العدو، منذ هروبه عام 2005، ظلّ حاقدًا على غزة، رافضًا التسليم بتركها لأهلها، ولذلك استمر في فرض حصاره عليها لمدة 18 عامًا متواصلة.

وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي واصل بعد انسحابه التضييق على القطاع في مختلف الجوانب، وشنّ جولات متعددة من العدوان على فترات مختلفة، لافتًا إلى أن ما قبل عملية “طوفان الأقصى” شهد تحضيرات ومناورات وتصريحات تؤكد نية العدو شنّ عدوان جديد شامل ومدمر على غزة.

وأضاف السيد الحوثي أن العدو الإسرائيلي استمر، قبل العملية، في انتهاكاته داخل المسجد الأقصى وفي الضفة الغربية وسائر الأراضي الفلسطينية، معتبرًا أن العدوان على المسجد الأقصى هو عدوان على الشعب الفلسطيني وعلى الأمة بأكملها.

ولفت إلى أن العدو واصل تعذيب واضطهاد الأسرى الفلسطينيين دون أي أفق واضح لمعالجة قضيتهم، في محاولة لإيصال الشعب الفلسطيني إلى مرحلة اليأس من إمكانية تحرير أسراه، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن ينسى أسراه أو يتخلى عنهم تحت وطأة التعذيب والظلم.

وبيّن السيد الحوثي أن عملية “طوفان الأقصى” جاءت في سياق قضية مقدسة وموقف حق ومشروع، مشددًا على أهمية استذكار هذه الحقيقة في ظل حملة التشويه التي تتعرض لها العملية في بعض وسائل الإعلام العربية التي تعمل، بحسب وصفه، لخدمة العدو الإسرائيلي.

وأوضح أن العملية نجحت، بتوفيق من الله، بشكل غير مسبوق في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي، وجاءت في ظل ظروف صعبة ومعاناة وحصار شديد وعدوان متكرر على قطاع غزة، إلى جانب الخذلان العربي المستمر.

وأكد السيد الحوثي أن الأداء العظيم في “طوفان الأقصى” شكّل صدمة هائلة للعدو الإسرائيلي وداعميه، إذ وجد نفسه في حالة ترنح وإرباك شامل، وفي هزيمة نفسية ومعنوية غير مسبوقة.

واعتبر أن العملية جسّدت كل المعايير العسكرية بأعلى مستويات النجاح، واصفًا ذلك بأنه توفيق إلهي كبير للمجاهدين في كتائب القسام الذين خاضوا المعركة بثبات وإيمان راسخ.

طوفان الأقصى فرصة تاريخية ضيّعتها الأمة وأمريكا سارعت لنجدة الكيان الإسرائيلي

وشدد قائد “أنصار الله”، على أن على المسلمين كان واجب المبادرة الفورية لدعم هذه العملية واستثمار نتائجها لتحقيق أثر عملي وفوري.

وصف السيد الحوثي عملية “طوفان الأقصى” بأنها فرصة عظيمة ومهمة كان يجب أن تستثمرها الأمة عبر مسارات المساندة على كل المستويات، موضحاً أن العملية فتحت أفقاً كبيراً ومهيّأً لتحقيق نتائج جوهرية لو بادر المسلمون فعلاً للوقوف مع الشعب الفلسطيني.

ورأى أن ما حدث من تخاذل فوري من جانب بعض الجهات والمسؤولين وقيام بعض الأنظمة باتخاذ مواقف سلبية، بل والتحريض لصالح الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، أمر مؤسف ويشكّل إضاعة لفرص كبيرة قد تحمل في طياتها نتائج وخيمة على الأمة، مستنداً إلى أن إضاعة الفرص المهيأة للأمة لتنفيذ واجباتها الشرعية قد يترتب عليها عقوبات خطيرة.

وأشار السيد الحوثي إلى أن مقابل هذا التخاذل من بعض الأنظمة، بادر أعداء الأمة على نحو غير مسبوق إلى نجدة الكيان الإسرائيلي، مؤكداً أن حجم المبادرة الأمريكية والغربية والصهيونية العالمية يكشف فعلاً عن مدى تأثير عملية “طوفان الأقصى” وما أحدثته من زلزال في صفوف العدو.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة بادرَت سريعاً، بمشاركة بريطانيا والغرب، إلى تقديم كل أشكال الدعم للكيان الإسرائيلي بعدما كاد أن ينهار عقب العملية، موضحاً أن واشنطن تقود التحرك الصهيوني الغربي لدعم العدو، وتتحرك على مسارين متوازيين: الأول تقديم كل أشكال الدعم العسكري واللوجستي للكيان الإسرائيلي، والثاني تجميد الأمة عبر أنظمتها.

وأضاف أن الدعم العسكري الأمريكي بدأ فوراً عبر جسر جوي لنقل الأسلحة والعتاد الحربي القاتل، بالإضافة إلى إرسال خبراء عسكريين وكوادر قادرة على المساهمة في إدارة الموقف العسكري مع الكيان الإسرائيلي، فضلاً عن حشد قوات أميركية في مناطق عدة من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والخليج واستنفار قواعدها العسكرية في بلدان المنطقة.

وأكد السيد الحوثي على أن استثمار الفرص وقيام الأمة بواجبها تجاه الشعب الفلسطيني كان وما يزال أمراً حاسماً، وأن التقاعس أو التحريض أو الانخراط في مواقف معادية سيترك آثاراً سلبية على مصالح الأمة وقضاياها المصيرية.

الصمود الفلسطيني في غزة يعكس بطولات غير مسبوقة رغم الخذلان العربي والدعم الغربي لإسرائيل

وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن العرب والمسلمين، بدل أن يتحركوا لدعم غزة، تخلوا عن الاهتمام والجدية المطلوبة. وأشار إلى أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية قدّمت دعماً سياسياً وإعلامياً، وبإشراف مباشر من الرؤساء والقيادات الغربية، لمواضيع وصفها بالباطلة، بينما “الأمة لم تتحرك في إطار موقف الحق تجاه غزة، وهذا أمر مؤسف للغاية”.

وأضاف أن مسار “تجميد الأمة” من خلال الأنظمة العربية والإسلامية كبّل الأمة وجعل أعلى سقف للردود إصدار بيانات وتصريحات فقط، مشيراً إلى أن هذه الأنظمة لم تقدم حتى المقاطعة الدبلوماسية أو الاقتصادية تجاه العدو الإسرائيلي.

ولفت إلى أن الدعم للشعب الفلسطيني كان يمكن أن يتضمن فتح معبر رفح منذ اليوم الأول بدعم عربي وإسلامي شامل، لكن الموقف الرسمي في العالم الإسلامي ظل مضبوطاً وفق المعايير الأمريكية، واحتوى أي تحرك فعلي وجاد، مشيراً إلى أن العرب حافظوا على “السقف الأمريكي” دون أي خطوات عملية.

ولفت السيد الحوثي إلى أن كبريات الأنظمة العربية ظلت حريصة على استمرار الدعم الاقتصادي للعدو الإسرائيلي بوتيرة غير مسبوقة، حيث بلغ دفق السفن من موانئ السعودية ومصر والإمارات وتركيا والبحرين إلى الكيان الإسرائيلي مستويات أعلى من أي فترة سابقة.

وأوضح أن إبقاء العلاقات الدبلوماسية مع العدو كان جزءاً من الموقف الأمريكي، وأن العمليات التي قام بها العدو الإسرائيلي بالشراكة مع الولايات المتحدة والدعم الأوروبي لم تقتصر على المواجهة العسكرية للمجاهدين في غزة، بل كان الهدف “احتلال كامل قطاع غزة، والتدمير الشامل، والتهجير القسري للشعب الفلسطيني، وإنهاء المقاومة واستعادة الأسرى دون صفقة تبادل”.

وأضاف أن العدوان الإسرائيلي اتجه لاستخدام “الإبادة الجماعية والتدمير والتجويع”، في أكبر فضيحة للعدو وداعميه، في حين كان الصمود الفلسطيني في قطاع غزة عظيماً وغير مسبوق.

وأكد السيد الحوثي أن الشعب الفلسطيني تمسّك بحقوقه وثبت في مظلومية لا مثيل لها، رغم أن الأبواب فُتحت للخروج من القطاع، مشيراً إلى أن المجاهدين صمدوا بشكل عظيم وبثبات منقطع النظير، وتصدوا للعدوان الإسرائيلي ببسالة، مقدّمين تضحيات كبيرة من القادة والمجاهدين دون وهن أو استكانة.

فشل العدو الإسرائيلي في غزة رغم الدعم الأمريكي والغربي واستياء عالمي غير مسبوق

واكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن العدو الإسرائيلي، بالرغم من الدعم الأمريكي والغربي، كان يحسم حروبه مع الجيوش العربية في غضون ساعات أو أيام، إلا أنه فشل بشكل تام في تحقيق أهدافه في قطاع غزة.

وأشار السيد الحوثي إلى أن العدو أخفق في حسم المعركة رغم العدوان الشامل وتكتيك الإبادة الجماعية، وتكبّد خسائر كبيرة، وواجه أزمة في القوى البشرية إلى درجة التفكير في تجنيد يهود من بلدان أخرى، مؤكداً أن العدو وصل إلى مأزق كبير على مدى عامين، رغم السطوة والحصار الشديد.

وأوضح أن العدو فشل في استعادة الأسرى دون صفقة تبادل، وفشل في إنهاء المقاومة أو تنفيذ التهجير القسري للشعب الفلسطيني، إضافة إلى إخفاقه في بقية أهدافه، مشدداً على أن هذه الأحداث كشفت للعالم صورة العدو الإسرائيلي الحقيقية كبنية إجرامية متوحشة لا تمتلك أي قيم إنسانية أو أخلاقية، ولا تلتزم بأي معايير متعارف عليها بين البشر.

وبيّن السيد الحوثي أن جرائم العدو الإسرائيلي أحدثت استياءً واسعاً على الصعيد العالمي، لدى الأحرار وذوي الضمير الإنساني في مختلف أنحاء العالم، حيث خرجت مسيرات شعبية في أوروبا وأمريكا وغيرها بوتيرة كبيرة وزخم مؤثر، كما ظهرت مواقف حرة لحكومات وزعماء بعض الدول، مثل فنزويلا وكولومبيا وجنوب إفريقيا.

وأشار إلى أن النظرة إلى العدو الإسرائيلي تغيرت حتى في المجتمع الأمريكي، رغم عقود من الثقافة التي رستّ التعظيم لليهود الصهاينة والتنكر للقضية الفلسطينية، مؤكداً أن ما حدث في قطاع غزة أثر على سمعة العدو الإسرائيلي والسمعة الأمريكية في كل العالم.

وأكد السيد الحوثي أن رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، أصبح مطلوباً للمحاكم الدولية ومحظوراً عليه السفر إلى العديد من الدول، ووصفه بالمجرم بإجماع عالمي، مشيراً إلى أن المؤسسات الأمريكية الحاكمة والمسيطرة عليها ضمن التوجه الصهيوني.

ولفت إلى أن الاستياء العالمي تجاه العدو الإسرائيلي غير مسبوق في تاريخ الصراع، وأن هذه التطورات تؤكد فشل العدو في تحقيق أهدافه رغم الدعم الغربي والعربي الجزئي.

جبهة لبنان تصدرت الإسناد والموقف اليمني حقق إنجازاً تاريخياً بحظر الملاحة

وشدد قائد “أنصار الله”، على أن محور الجهاد والقدس والمقاومة تميز بموقف صادق وثابت ناصراً وداعماً للشعب الفلسطيني، وصولاً إلى فتح جبهات الإسناد.

وقال السيد الحوثي إنّ جبهة الإسناد اللبنانية قدّمت أكبر التضحيات في إسناد الشعب الفلسطيني، ودخلت في أشد المعارك شراسة وضراوة مع الكيان الإسرائيلي، مؤكداً أنّها على مستوى جبهات الإسناد كانت الدور الأول وتصدرت مستوى العطاء والتضحيات والاشتباك مع العدو. وأضاف أنّ تأثير دور جبهة الإسناد اللبنانية كبير جداً، إذ أسهمت فعلاً إسهاماً عظيماً ومتقدّماً وألحقت بالعدو خسائر كبيرة، مستدركاً أنه “لا يمكن لأحد أن يدّعي أنه قدّم مستوى من الإسناد كما قدمته الجبهة اللبنانية”.

وأشار السيد الحوثي إلى وجود إسناد من جبهات العراق، وإلى الدعم المستمرّ من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران، موضحاً أنّ الأخيرة خاضت جولات من المواجهة المباشرة مع الكيان الإسرائيلي. وبيّن أنّ عمليات “الوعد الصادق” شهدت قصفاً صاروخياً بمستوى غير مسبوق في تاريخ الصراع مع العدو، وصولاً إلى حرب مفتوحة استمرت اثني عشر يوماً، وأن الكيان الإسرائيلي شنّ عدواناً على الجمهورية الإسلامية بدعم أمريكي.

ولفت إلى أنّ جبهة الإسناد اليمنية كانت منفتحة منذ البداية بروح المبادرة التي يربّي عليها الدين الإسلامي، وجذورها في الشعب اليمني العزيز، مشدداً على المميزات التي تميزت بها هذه الجبهة، والمتمثلة في التحرك الشامل رسمياً وشعبياً بأعلى سقف من الثبات والاستمرار رغم بعد المسافة والتعقيدات.

وصف السيد الحوثي الموقف اليمني بأنه موقفٌ إيمانيّ تحرّك فيه الشعب بصورة عظيمة وزخم كبير في المسيرات والوقفات والتعبئة العامة، قائلاً إنّ الزخم الشعبي في اليمن بلغ مستوى لا مثيل له في العالم، بل ومستوى غير مسبوق حتى في تاريخ الشعب والمنطقة، مشيراً إلى مظاهرات مليونية أسبوعية وحشود جماهرية هائلة، إلى جانب الوقفات والندوات ومسارات التعبئة العسكرية التي اعتبرها من أهم المسارات.

وأكّد أنّ الشعب اليمني تحرّك بالإسناد على المستوى العسكري، وأنّ قرار اليمن حظر الملاحة على العدو في البحر الأحمر باتجاه باب المندب وخليج عدن والبحر العربي كان قراراً تاريخياً.

وأضاف أنّ هذا القرار وموقف اليمن بالحظر البحري على العدو حظيا بتأييد إلهي ونصر من الله عظيم، وحقق نجاحاً كاملاً بنسبة 100%. ورأى أنّ حظر الملاحة على العدو الإسرائيلي إنجاز عظيم ونجاحاً كبيراً ذا أهمية استراتيجية في الصراع مع العدو.

تأثير كبير لعمليات الصواريخ والمسيرات اليمنية على الاقتصاد والملاحة الاسرائيلية

وأكد قائد حركة “أنصار الله”، أن العمليات اليمنية الصاروخية والمسيرة نجحت بشكل فعال في منع الملاحة على العدو الإسرائيلي واستهداف السفن التي تحمل له المؤن والبضائع، وغرقت عدداً منها، مما فرض حالة حظر تام وناجح على العدو في البحر.

وأشار السيد الحوثي إلى أن عمليات الصواريخ والطائرات المسيرة واجهت خمسة أحزمة حماية قبل بلوغ فلسطين المحتلة، بالإضافة إلى طبقات الحماية الداخلية التي أعدها العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية، مؤكداً أن هذه العمليات أثرت على حركة الملاحة الجوية، وأجبرت ملايين الصهاينة على اللجوء إلى الملاجئ، وأثرت بشكل كبير على الوضع الاقتصادي للعدو، وعطّلت ميناء “أم الرشراش” بشكل تام، ما كان له تأثير حقيقي وواضح على الاقتصاد الإسرائيلي.

وأضاف أن هذه العمليات كسرت المعادلة التي أراد الأمريكي فرضها على الأمة لمنع أي تحرك مساند للشعب الفلسطيني، مشدداً على أن الشعب اليمني صمد في مواجهة جولات العدوان الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، وقدم التضحيات بكل المستويات، وصولاً إلى حكومة الشهداء.

ولفت إلى أن اليمن صمد أمام الحملة الإعلامية الهائلة التي استهدفته للتشكيك في موقفه ودعم موقف العدو الإسرائيلي، مؤكداً أن الأنظمة العربية فشلت في تحقيق أي تأثير من خلال وسائلها الإعلامية، وكذلك فشلت المؤامرات الأمنية في التأثير على موقف اليمن المساند لغزة.

وأوضح أن الشعب اليمني ثبت وأفشل كافة المؤامرات التي استهدفت خلخلة نسيجه الاجتماعي، وبيّن أن إحصائية العمليات الإسنادية بلغت 1,835 عملية متنوعة ما بين صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية، وطائرات مسيرة وزوارق حربية، في مقابل إمكانيات اقتصادية محدودة و10 سنوات من الحرب والحصار.

وأضاف السيد الحوثي أن الأنشطة الشعبية خلال عامين كانت ضخمة وعظيمة، إذ بلغت المسيرات والمظاهرات 49,354، والفعاليات الشعبية 94,478، والندوات 549,769، والأمسيات 81,878، والوقفات الطلابية في الجامعات والمدارس 350,633، في حين بلغت الوقفات الشعبية والقبلية والمجتمعية 317,785، وتخرج من دورات “طوفان الأقصى” في مسار التعبئة 1,103,647 متدرباً، ما يعكس حجم التعبئة الشعبية والمساندة المستمرة للشعب الفلسطيني.

فشل العدو أجبره على توقيع الاتفاق وسننظر في مسار الاتفاق

وقال قائد “أنصار الله”، إن الاتفاق بشأن قطاع غزة يثبت فشل العدو الإسرائيلي وفشل داعمه الأمريكي في تحقيق الأهداف التي أرادا حسمها في هذه الجولة.

وأضاف أنّ فشل العدو أجبره على توقيع الاتفاق، وأنّ ما جرى كان جولة من الصراع المستمر مع العدو الإسرائيلي، مشيراً إلى استمرار الدور الأمريكي الهدّام في إطار التوجه الصهيوني.

وأوضح السيد الحوثي أنّهم سيبقون في حالة انتباه وجهوزية تامة، مع رصد كامل بدقّة وعناية تجاه مرحلة تنفيذ الاتفاق لإنهاء العدوان على قطاع غزة وإدخال المساعدات، لافتاً إلى أنّ ما يتمنّونه هو إيقاف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني والالتزام بوقف إطلاق النار، وهذا كان هدفهم أصلاً من الإسناد.

وشدّد على ضرورة الوعي بأن ما حصل هو جولة فقط، وأنّ الأعداء مستمرون في مخططاتهم ومؤامراتهم وأطماعهم التي لها مسارات متعددة، مشيراً إلى أنّ المسألة ليست محصورة في هذه الجولة من الإبادة الجماعية، بل تتعلق بكل فلسطين واستمرار الاستهداف الأمريكي والإسرائيلي للأمة.

وأضاف أنّ العدو الإسرائيلي عقب كل جولة كان يعد لعدوان جديد، ولهذا فهم معنيّون دائماً، حتى في حال تحقق وقف إطلاق النار، بالإعداد للجولات الآتية حتماً في إطار التوجه العدواني لأعداء الأمة.

ودعا إلى أن تكون معادلة المقاومة والتحرر من الأعداء ودفع شرّهم وطردهم من المنطقة، بدلاً من معادلة القبول بالاستباحة الكاملة، مبيناً أنّ معادلة التحرر وطرد الأعداء تحقق أمن الأمة واستقلالها التام والردع والحماية من الطغيان واستعادة فلسطين والمقدسات.

وشدّد على وجوب أن يكون الجميع في أعلى مستويات الحذر والجهوزية، وأن يستمرّ الزخم الهائل في الالتفاف حول الشعب الفلسطيني، مؤكّداً أنّهم سينظرون في مسار الاتفاق: “فإن تحققت النتيجة فبها ونعمت، وهو الذي نتمناه، أم نواصل مسارنا في الدعم والإسناد”. وأكّد أنّهم يحرصون دائماً على أن يكون مسارهم في الدعم والإسناد في تصاعد وبما هو أقوى.

وأشار إلى أنّ العمل دؤوب ليل نهار في تطوير القدرات العسكرية ومواجهة كل ما يستجد لدى العدو من تطوير وتحديث في تقنياته وإمكاناته العسكرية.

ودعا إلى خروج مليوني يوم غد، قائلاً إنّ هذا الخروج ينبغي أن يكون خروجا عظيماً جداً وتتويجاً لعامين من النفير العام لشعبهم العزيز، مشدّداً على أنّ قدراتهم ارتقت على كل المستويات وأنّ حضورهم في الساحة العالمية له صَدَاه من عزة إيمانية وترسيخ للتحرر والاستقلال.

وصف موقف الشعب اليمني بأنّه خروج من أعباء الهيمنة والسيطرة الأمريكية، وتجسيد للعزة الإيمانية والكرامة الإنسانية، مؤكّداً أنّ الخروج المليوني يوم الغد تتويج لعامين من الوفاء والاستجابة لله في إطار أشرف موقف ولخدمة قضية مقدسة عظيمة.

وأضاف أنّ التحرك الشعبي على مدى عامين وغير المسبوق عالمياً يجب أن يُتَوَّج يوم الغد تتويجاً عظيماً مشرفاً كبيراً، داعياً الشعب العزيز للخروج يوم الغد خروجا عظيماً في سبيل الله ثباتاً على الموقف واستمراراً في الزخم المساند.

ودعا إلى الخروج الواسع في العاصمة صنعاء وفي مختلف المحافظات والساحات، وقال: “إن شاء الله يكون خروج شعبنا يوم الغد خروجا عظيماً مهماً كبيراً له أهميته الاستثنائية في هذا التوقيت”.

وأكد “سنرصد ونرقب الأحداث وسيكون لنا تعليق ومواقف تجاه أي مستجد فيها يتطلب ذلك”، وقال “نحن على رصد مستمر خلال هذه الأيام، ومواكبة مستمرة، وتنسيق تام مع إخوتنا الفلسطينيين وعلى مستوى المحور وأحرار العالم”.

العدوان الإسرائيلي على غزة هو الأكثر اجراما في هذا العصر

وفي سياق كلمته، أكد قائد “أنصار الله”، أنّ العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ عامين يُعدّ “الأكثر دموية وإجراماً وطغياناً في هذا العصر”، مشدداً على أنّ ما يجري هو “حالة عدوان مستمر منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وإلى اليوم”.

وأوضح السيد الحوثي أنّ العامين الماضيين شهدا “إبادة جماعية ممنهجة بحق الشعب الفلسطيني، من خلال القتل الجماعي باستخدام أفتك وسائل القتل من القنابل الأمريكية المدمّرة والحارقة وغيرها”، مشيراً إلى أنّ العدو الإسرائيلي “استهدف الأطفال والنساء والمدنيين بشكل متعمّد بكل وسائل الإبادة”.

وبيّن أنّ الاحتلال مارس “التجويع الشامل ضد سكان غزة إلى حدّ جعل حليب الأطفال على رأس قائمة الممنوعات”، كما “استهدف الشعب الفلسطيني بالتعطيش بعد تدمير آبار المياه وشبكات الصرف الصحي، حتى بات الحصول على الماء أمراً بالغ الصعوبة، بل تحوّل إلى مسألة محفوفة بالمخاطر، إذ يُستهدف حتى من يجلبون الماء لأسرهم، بمن فيهم الأطفال”.

وأضاف أنّ العدو الإسرائيلي “منع دخول الدواء ودمّر المستشفيات وقتل الكادر الطبي”، وجعل من “المنشآت الصحية هدفاً مباشراً لعملياته العسكرية”، حيث “ارتكب فيها أبشع الجرائم، بما فيها استهداف الأطفال الرضع والخدج”، مؤكداً أنّ “استهداف المجال الطبي في غزة كان بهدف إبادة الشعب الفلسطيني وحرمانه من أي رعاية صحية”.

وأشار السيد الحوثي إلى أنّ الاحتلال “مارس التدمير الشامل لقطاع غزة في شماله ووسطه وجنوبه، مستخدماً الغارات الجوية والأحزمة النارية والعربات المفخخة، وسعى لإنهاء أحياء كاملة ومربعات سكنية واسعة، حتى استعان بمقاولين صهاينة للمشاركة في عمليات التدمير”.

وتابع أنّ “العدو الإسرائيلي اعتمد التهجير القسري منذ اليوم الأول لعدوانه، وجعل منه هدفاً رئيسياً في حربه على غزة”، مضيفاً أنّه “منع أي حالة استقرار لسكان القطاع طوال عامين، ودفعهم للنزوح المتكرر من منطقة إلى أخرى ومن مربع لآخر”.

وكشف السيد الحوثي أنّ “الاحتلال، وبشراكة أمريكية مباشرة، قتل وجرح ما نسبته 11% من سكان غزة ضمن نطاق جغرافي محدود، وهي النسبة الأعلى في هذا العصر”، واصفاً ما يجري بأنه “جريمة العصر وجريمة القرن بكل المقاييس”.

كما أشار إلى أنّ العدو الإسرائيلي “استهدف أكثر من 1000 مسجد في غزة، ودمّر 95% من المدارس، ما أدى إلى تعطيل العملية التعليمية بالكامل، فضلاً عن استهداف أكثر من 40 مقبرة وسرقة أكثر من 2000 جثمان”.

وأضاف أنّ الاحتلال “استهدف الإعلاميين والعاملين في المجال الإنساني والدفاع المدني، ولم يسلم منه أحد في غزة”، مؤكداً أنّ “مشاهد الجرائم الوحشية، كإرسال الكلاب على المسنين والمرضى، تشهد على بشاعة هذا الإجرام غير المسبوق”.

وأكد السيد عبدالملك الحوثي على أنّ “الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني تُعدّ، بالإجماع الإنساني والشرعي والقانوني، جرائم حرب مكتملة الأركان”، داعياً إلى موقف عربي وإسلامي حازم يضع حداً لـ”الطغيان الصهيوني المدعوم أمريكياً”.

عملية “طوفان الأقصى” محطة فارقة في جهاد الشعب الفلسطيني ودفاعه عن حقوقه

وأكد قائد “أنصار الله”، أنّ عملية طوفان الأقصى “مهمة وعظيمة ومباركة، وتمثل محطة فارقة ونقلة جوهرية في مسار جهاد الشعب الفلسطيني على مدى العقود الماضية”.

وأشار السيد الحوثي إلى أنّ المسار الأمريكي–الإسرائيلي قبل عملية “طوفان الأقصى” كان مساراً لتصفية القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أنّ العملية نفسها “لم يبتدئها الشعب الفلسطيني ومجاهدوه بهدف فتح مشكلة جديدة مع العدو الإسرائيلي، بل جاءت في سياق تاريخي يمتد لـ75 عاماً من الإجرام الصهيوني المستهدف للشعب الفلسطيني”.

ولفت إلى أنّ “الوجود الإسرائيلي بكامله في فلسطين يمثل عدواناً وإجراماً واحتلالاً واضطهاداً يومياً، ويعدّ اغتصاباً ومصادرة للحقوق الفلسطينية”، مشدداً على أنّ ما قبل عملية “طوفان الأقصى” شهد تصاعد مساعي الأعداء لتصفية القضية الفلسطينية، خاصة أنّ العدو الإسرائيلي كان يسعى إلى “حسم السيطرة التامة على فلسطين، تمهيداً للانتقال إلى تنفيذ مشروعه المتمثل بـ’إسرائيل الكبرى'”.

وبيّن أنّ “العناوين الصهيونية المعلنة تهدف للسيطرة على المنطقة والمصادرة الكاملة لحقوق شعوبها وكرامتها واستقلالها”، مشيراً إلى أنّ مشروع الصهيونية “يسعى لتحويل شعوب المنطقة إلى مستعبدة، خانعة، مسلوبة الكرامة، ومطموسة الهوية، حتى تفقد قيمها الإنسانية وحقوقها المشروعة بالإجماع العالمي”.

وأوضح أنّ المخطط الصهيوني “يستهدف استغلال ثروات المنطقة وموقعها الجغرافي ومقوماتها المهمة لمصلحة العدو الإسرائيلي والأطراف الداعمة له، مع وضع المنطقة كمرتكن رئيسي لتحقيق أهدافه البعيدة على المستوى العالمي”.

وحذر السيد الحوثي من أنّ “الأخطر في مخطط تصفية القضية الفلسطينية كان محاولة إشراك أنظمة عربية، من خلال ما عُرف بـ’صفقة القرن’، بهدف تغيير شكل ‘الشرق الأوسط’ وجندة الأنظمة العربية ضد شعوب أمتنا”.

وأشار إلى أنّ “عنوان التطبيع لم يكن مجرد خيانة للأمة، بل كان علاقة متكاملة مع العدو الإسرائيلي على كل المستويات”، موضحاً أنّ “الاتفاقيات التي أُطلقت تحت عنوان السلام كانت باطنها استسلاماً وتسليمًا بالسيطرة الإسرائيلية، وتضمن التزامات أحادية الجانب من الأنظمة العربية، تمهيداً لتمكين الاحتلال من السيطرة الشاملة على المنطقة”.

وأضاف أنّ “أبرز هذه الالتزامات كان القبول بتصفية وإنهاء القضية الفلسطينية والتفريط بها”، مشيراً إلى أنّ “تصفية القضية تجلت عملياً في مواقف بعض الأنظمة العربية خلال العامين الماضيين، حين رفضت حتى قطع العلاقة الدبلوماسية مع العدو الإسرائيلي”.

التطبيع مع العدو الإسرائيلي كارثة للأمة و«طوفان الأقصى» أعاق مخططات السيطرة الاقتصادية والسياسية

وشدد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أنّ استمرار بعض الدول العربية في إقامة علاقات مع الكيان الإسرائيلي المجرم، رغم ادعائها احترام القيم والمبادئ الإنسانية، يُعدّ أمراً مرفوضاً ومعيباً.

وأوضح السيد الحوثي أنّ “القبول بتصفية وإنهاء القضية الفلسطينية والتفريط بها يمثل كارثة كبرى للأمة، إذ أنّ القضية الفلسطينية ذات أبعاد دينية وأخلاقية وإنسانية، كما ترتبط بالمصالح القومية للأمة”.

وأضاف أنّ “تصفية القضية الفلسطينية تعني مصادرة حقوق شعب بأكمله، والتفريط بالمقدسات الإسلامية في موقعها الديني المهم”، مؤكداً أنّ “التطبيع مع العدو الإسرائيلي صفقة خسران رهيبة لكل الأنظمة العربية”.

وأشار إلى أنّ الأنظمة التي انخرطت في مسار التطبيع سمحت للعدو الإسرائيلي بالتدخل في التعليم العربي، مستهدفة تربية جيل من الشباب على الولاء للعدو والتعظيم له، وقبول سيطرته، واصفاً ذلك بأنه “من أكبر وأخطر المسارات التي تعمل عليها الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، بدعم غربي، لتغيير المناهج واستهداف الهوية والثقافة والفكر العربي”.

ولفت إلى أنّ “احتلال العقول والقلوب يتم عبر تغيير الولاءات وتوجيه العداوات بما يخدم العدو الإسرائيلي والأمريكي”، مشيراً إلى أنّه في بعض البلدان العربية “تم تغيير المناهج الابتدائية لتنشئة الأطفال على النظرة الإيجابية للعدو والانبهار باليهود، بما يشكل تهيئة نفسية وفكرية وثقافية للقبول بسيطرة الاحتلال”.

كما بيّن أنّ “الأعداء عملوا على تغيير الخطاب الديني عبر إزالة بعض آيات القرآن من المناهج الدراسية، بهدف تحريف مفاهيم ومعاني الآيات، وتقديم العدو الإسرائيلي كصاحب حق في وجوده على الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

وأكّد أنّ وسائل إعلام عربية، عبر تقديمها للعدو بشكل مقبول، شاركت في حملة مستمرة من الإساءة للشعب الفلسطيني، مضيفاً أنّ “الأعداء اتجهوا في مسار خطير يتعلق بالاقتصاد العربي، مستهدفين ربط الاقتصاد بالعدو الإسرائيلي ليكون هو المسيطر والمتحكم”.

وأشار إلى أنّ “عملية طوفان الأقصى أعاقت مسار ربط الاقتصاد العربي بالعدو، ومنها مخططات تحويل ميناء حيفا إلى ميناء للمنطقة بأسرها، ومحاولة شق قناة بديلة عن قناة السويس باسم ‘قناة بن غوريون’ لربط الاقتصاد والاتصالات بالاحتلال”، مؤكداً أنّ “العدو الإسرائيلي لا يزال يسعى لتحقيق أهدافه، لكن العملية أخّرت هذه المخططات وأعاقتها”.

وتطرّق السيد الحوثي إلى موضوع المياه، موضحاً أنّ “العدو الإسرائيلي يتحكم بالمياه على الشعب الفلسطيني ويرغب في توسيع سيطرته لتشمل الأردن وسوريا، وصولاً إلى نهر النيل ونهر الفرات، وجعل هذا التحكم وسيلة لإذلال وإخضاع واستعباد شعوب الأمة”.

فتح المجال أمام العدو الإسرائيلي للتغلغل في الاتصالات والإفساد الاجتماعي خطر يهدد هوية الأمة

وفي جانب آخر من الكلمة، أكد قائد حركة “أنصار الله”، أنّ “من العجيب جداً أن تُفتح الأبواب أمام العدو الإسرائيلي للتغلغل في مجال الاتصالات”، مشيراً إلى أنّ “بعض دول الخليج فتحت المجال للعدو لتقديم خدمات في برامج التجسس، في الوقت الذي يتجسس فيه عليها ذاتها”.

وأوضح أنّ “بعض الدول العربية فتحت أجواءها ومجالاتها للعدو الإسرائيلي، وسمحت له بإفساد المجتمعات وطمس الهوية، ونشر التمييع الأخلاقي بين الشباب والشابات، ما يؤدي إلى تفريغهم من محتواهم الإنساني والديني والأخلاقي، وصولاً إلى تطويعهم لليهود الصهاينة”.

وأضاف أنّ “الشباب يمثلون ثروة عظيمة للأمة، غير أنّ بعض الأنظمة العربية سمحت بإفسادهم وإيصالهم إلى مستويات دنيئة ومنحطة”، مشيراً إلى أنّه “حتى في بلاد الحرمين الشريفين، فُتحت الأبواب على مصراعيها للإفساد في إطار التمييع الكامل للمجتمع”.

ولفت السيد الحوثي إلى أنّه “في ذروة الإجرام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، كانت المشاهد في بلاد الحرمين في ذروة الحفلات الراقصة الماجنة، في صورة مخزية للغاية”، معتبراً أنّ “هذه الصورة المخزية يراد لها أن تعمّ في أرجاء الأمة، وأن تتزامن مع كل نكبة ومأساة، بل حتى مع استهداف مكة أو المدينة أو هدم المسجد الأقصى أو إبادة أحد الشعوب”.

وبيّن أنّ “الهدف هو جعل الجو العام في الأمة جوّاً من اللهو والرقص والضياع والميوعة، بعيداً عن الوعي بالقضايا الكبرى والتحديات المصيرية التي تواجه الشعوب”، مؤكداً أنّ “مسار إفساد الشباب لا يزال قائماً وسيُعمل عليه بكثافة”.

وأشار السيد الحوثي إلى أنّ من التوجهات الخطيرة أيضاً “التجنيس لليهود الصهاينة في البلدان العربية ومنحهم كامل الحقوق بل وفوق الحقوق، وتمكينهم من النفوذ الاقتصادي والإداري والسياسي”، موضحاً أنّه “منذ اللحظة الأولى للتطبيع، بدأت عمليات تجنيس بالآلاف لليهود الصهاينة في بعض الدول الخليجية خلال مدة وجيزة جداً”.

وأضاف أنّ “هذا التجنيس يهدف إلى تمكين اليهود الصهاينة من التحرك في تلك البلدان بحقوق المواطنة بل بما يفوقها، مستفيدين من خبرتهم في الاختراق والتغلغل داخل المؤسسات والمجالات المختلفة، كونهم أصحاب مشروع واضح وأهداف استراتيجية، بخلاف الأنظمة العربية التي تفتقر إلى المشروع والقضية والرؤية”.

وحذّر السيد الحوثي من أنّ “الاختراق وصل إلى درجة أن شركات صهيونية اشترت أراضي في المدينة المنورة وعقارات في مكة المكرمة، فكيف ببقية دول الخليج”، مشدداً على أنّ “هناك عناية قصوى من اليهود في شراء الأراضي كما فعلوا في فلسطين، لينطلقوا من خلالها إلى النفوذ والسيطرة”.

وأكد أنّ “شراء اليهود للأراضي في البلدان العربية من أخطر المسارات التي فُتحت لها الأبواب وقدمت لها التسهيلات، وهو ما يمهّد لفرض السيطرة والتحكم الكامل”، مضيفاً أنّ من أبرز التوجهات أيضاً “العمل على تفكيك بلدان المنطقة إلى كيانات صغيرة متناحرة تحت عناوين طائفية وسياسية ومناطقية”.

وأشار إلى أنّ “الأعداء يسعون لجعل الشعوب تتفاعل مع العناوين الطائفية والمناطقية حتى تتفانى فيها، بينما تغيب عن التفاعل مع القضايا الكبرى كفلسطين ومواجهة العدو الإسرائيلي”، موضحاً أنّه “حين تكون القضية مواجهة الكيان الإسرائيلي، نجد الصدّ والتثبيط والمحاربة والتشويه، أما حين يكون العنوان طائفياً أو مذهبياً أو تكفيرياً، فتحدث التعبئة العامة والتحشيد الكبير”.

وأضاف أنّ “العناوين السياسية تُستخدم كذلك لصناعة أزمات داخلية وإشغال الشعوب عن قضاياها المصيرية”، مؤكداً أنّ “مواقع التواصل الاجتماعي تُستغل لخلق واقع مأزوم ومليء بالمشاكل والصراعات، حتى تجاه أبسط القضايا، بهدف تفكيك المجتمعات وإغراقها في الفوضى والانقسام”.

المصدر: موقع المنار