شدّد النائب الياس جرادة على أنّه “لن يكون في موقع حيادي في هذا الصراع”، مؤكداً أنّ المرحلة الراهنة تمثّل “حرب الخير ضد الشر، ومعركة الدفاع عن آخر معاقل الإنسانية على هذا الكوكب”.
موقف جرادة جاء خلال لقاءٍ نظّمه الحزب الشيوعي اللبناني – منظمة أنصار في النادي الحسيني في البلدة، تحت عنوان “لست مهزوماً ما دمت تقاوم”، في الذكرى السنوية لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية “جمّول”.
وحضر اللقاء الأمين العام السابق للحزب الدكتور خالد حدادة، ومسؤول حركة “أمل” في المنطقة الثانية الدكتور أحمد صفاوي، ومسؤول منطقة النبطية في الحزب الدكتور علي الحاج علي، ونائب رئيس اتحاد بلديات الشقيف نعمة عاصي، وعضو مجلس إدارة مستشفى النجدة الشعبية اللبنانية زهير عاصي، ومسؤول مركز النجدة في أنصار طارق جفال، ورئيس بلدية سيناي حسن زريق، إضافة إلى عدد من الفاعليات الاجتماعية.
استُهلّ اللقاء بدقيقة صمت عن أرواح الشهداء، ثم كلمة ترحيبية ألقاها تيسير عاصي، تلاه الشاعر جهاد عاصي بقصيدة مستوحاة من المناسبة.
وفي كلمته، عبّر جرادة عن فخره بوجوده في أنصار “على مقربة من معقل الكرامة والبطولة، معتقل أنصار، مدرسة المناضلين والأبطال”، مؤكداً أنّه شهد “أعظم ملحمة في تاريخ البشر، صراع الخير ضد الشر”، وقال: “ربما امتحنني الله لأكون في عين العاصفة في تلك اللحظات”.
وأضاف: “نعيش اليوم حرب الخير ضد الشر، دفاعاً عن إنسانيتنا التي دفعنا ثمنها آلاف السنين من التضحيات والنضالات. بعد الحرب العالمية الثانية، تشكّلت منظومة مستحدثة تمتلك القوة العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية، حتى باتت تمارس سلطتها دون عوائق، لكنها كانت تدرك أنّ المفهوم الإنساني هو العائق الوحيد أمامها”.
وتابع: “نعم، نحن في عين العاصفة، بل في آخر معاقل الإنسانية، وعلينا ألا نحكم على نتائج بعض المعارك. التاريخ يحدّثنا عن هولاكو الذي دمّر بغداد، وربما يكون هولاكو جديد اليوم على مشارف مدننا، لكنه ليس شخصاً بل منظومة لا تعترف بالمفهوم الإنساني، وتمارس القتل المفرط لبثّ ثقافة الردع والخوف”.
وفي سياق متصل أشار جرادة إلى أنّنا نعيش صراعاً تاريخياً، مؤكداً في ذكرى انطلاقة “جمّول” أنّ الأمل بالانتصار قائم، وقال: “حين انطلقت المقاومة الوطنية اللبنانية، كانت الظروف أصعب بكثير – زمن الانهزام والاحتلال، والعدو في بيروت، وفائض القوة كبير – ومع ذلك اتخذ رجالٌ القرار بالمواجهة فقلبوا الموازين”.
وختم جرادة: “من هذا المفهوم الإنساني، لن أكون حيادياً في هذا الصراع. هناك أمل، حتماً هناك أمل، فالتاريخ يشهد أنّ المسار الإنساني الراقي لا يمكن إيقافه”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام