أقام حزب الله ،في إطار فعاليات إحياء الذكرى السنوية لشهادة الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصر الله وصفيّه السيّد هاشم صفيّ الدين، الاحتفال التكريمي لعضو المجلس المركزي الشهيد الشيخ نبيل قاووق في قاعة الاستشهادي أحمد قصير في مدينة صور، في حضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي، مسؤول منطقة جبل عامل الأولى عبد الله ناصر، الدكتور الشيخ أكرم بركات، مسؤول التبليغ والأنشطة الثقافية السيّد علي فحص، إلى جانب عائلة الشهيد وحشد من الفاعليات والشخصيات وعلماء الدين ورؤساء وأعضاء مجالس بلدية واختيارية وممثلين عن أحزاب وقوى لبنانية وفلسطينية ومدعوّين.
بعد آيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني ونشيد “حزب الله”، ألقى الشيخ أكرم بركات كلمة حزب الله فتطرّق إلى محطات عدّة من حياة الشهيد الشيخ نبيل قاووق، ومراحل من جهاد وانتصارات المقاومة الإسلامية في لبنان، وقال: “نحن نعرف أنّه حينما احتلّت إسرائيل بلادنا، البعض ألقى على دبابات العدو الأرز، وبعض علماء الدين كان يعتبر أنّ هناك إشكالية في العمل المقاوم على اعتباره أنّ المقاومة لا يمكن لها أن تقابل العدو من حيث العديد والعتاد، ولكن الإمام الخميني في حينها وبعد أن قدّمت المقاومة نموذجًا في التضحية والشهادة والاستشهاد، وأعطت المصداقية العالية لهذه التجربة، قال في بيان الحج عام 1987 إنّ جهاد شباب حزب الله في لبنان حُجّة على العلماء، وفتح قلوب العلماء بأنّ هذه التجربة –تجربة المقاومة– استطاعت أن تعطي مصداقية للقضية التي تحقق ما أراده الله تعالى”.
وأضاف بركات: “في العام 2000 أعطت المقاومة فتحًا، تجسّد في أنّ الأرض يمكن أن تُسترد من غير صلح وسِلم مُذل، وكذا في العام 2006 حينما أتى العالم لكي يهزمها وثبتت، واستطاعت –كما عبّر أحد النخبة من العالم العربي– أن تنصر الذات المهزومة من داخلها على نفسها، كانوا مهزومين من داخلهم، ولكن المقاومة استطاعت أن تنصر الإنسان من نفسه على نفسه، لذلك علت صور سماحة السيّد في العواصم العربية والإسلامية، وانتشر اسمه هناك، لأنّ المقاومة استطاعت أن تعطي النموذج الذي مثّل الحصان الأبيض المتحرر، الذي قد يمثّل عدوى بالنسبة إلى شعوب المنطقة، وهذا ما أخاف العدو”.
وتابع :” لم يقفوا فقط على المستوى الأمني والعسكري، بل كان همّهم أن يشوّهوا المقاومة لخوفهم من أن تنتشر هذه القضية في العالم، وحتى الملوك والأمراء والرؤساء كانوا يخافون من ذلك، وأتت قضية الحرب ضد التكفيريين لكي تشوّه صورة المقاومة، واستطاعوا أن يشوّهوا صورتها بدائرة واسعة، وجاءت سنة 2023 لتنقل لنا مشهدًا مختلفًا، فقضية فلسطين التي تركها العالم، ولم يقف معها إلا أصحاب القضية الأوفياء، ورغم التشويه، رأى العالم هذه الجماعة صادقين بعملهم وسلوكهم، مختلفين عن تلك الدعايات والإشاعات التي حاولت أن تشوّه صورتهم، فأعطت هذه المصداقية العالية، في الوقت الذي كانوا يحاولون فيه التفريق بين من يحمل هذه القضية، لا سيما في ما يتعلّق بالجمهورية الإسلامية”.
ولفت الشيخ بركات إلى “أنّ معركة الاثني عشر يومًا بين الجمهورية الإسلامية وكيان الاحتلال أتت لتمثّل مصداقية بأنّ أصحاب هذه القضية في إيران أيضًا هم في المواجهة المباشرة مع أمريكا وإسرائيل، فبرزت مصداقية عالية، ولكن المصداقية تعطي أثرها أكثر ما تعطيه لا من خلال الكلمات والمواعظ والكتب، وإنّما من خلال التضحية بالأعز، فالتضحية بالأعز هي التي تعطي أعلى مصداقية لصدق القضية، وما حصل معنا أنّ مجتمعنا ضحّى بالأعز، وقدّم الأعز وأعطى مصداقية قضيته من خلال هذه التضحية، قدّم سيّد شهداء الأمة، وقدم السيّد الهاشمي، وقدم سماحة الشيخ نبيل، وقدم القادة الشهداء وآلاف المجاهدين، قدّم الأعز ليعطي هذه المصداقية التي علينا مسؤولية أن نكمل المسار فيها، لننشرها في العالم تمهيدًا للإمام سلام الله تعالى عليه”.
وشدّد الشيخ بركات على “أنّ ما حصل في نتيجته سيؤكّد للعدو في المستقبل كما في الحاضر، أنّ دماء سماحة سيّد شهداء الأمة ودماء السيّد الهاشمي ودماء نبيل المقاومة ستكون في بدايتها منارات مضيئة أقوى من الكلمات والخطب والمواقف والمشاهد، وإنّ هذه الدماء أمانة في أعناقنا يجب حفظها وتبليغها والسعي لتوريثها للأجيال القادمة، لتكون الموقظ لهم في حياة العزّة”.
وتخلّل الحفل التكريمي وصلات من الشعر المُهدى للشيخ الشهيد، فيما قدّم الحزب درعا تقديرية لعائلته، كعهد وفاء وتقدير للدماء التي أعزّت الوطن والأمة.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام