الإثنين   
   29 09 2025   
   6 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 21:58

الحزب الحاكم في مولدافيا يحقق فوزاً هشاً وسط اتهامات بالتدخل الروسي

أشاد الحزب الحاكم في مولدافيا المؤيد للاتحاد الأوروبي بالفوز الذي حققه في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد، وسط اتهامات بالتدخل الروسي، واصفاً العملية الانتخابية بأنها “معركة صعبة بشكل استثنائي” لنيل أغلبية برلمانية ضئيلة.

ولطالما شهدت الدولة الصغيرة المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي والمجاورة لأوكرانيا، التي تضم منطقة انفصالية موالية لروسيا، انقسامات حول مسارها بين التقارب مع بروكسل أو الحفاظ على العلاقات التاريخية مع موسكو.

وقالت رئيسة الدولة مايا ساندو، عن الحزب الحاكم، للإعلام الإثنين: “تصويت الأمس تفويض قويّ لعملية انضمام مولدافيا إلى الاتحاد الأوروبي”. بينما أعلن زعيم “حزب العمل والتضامن” (باس) إيغور غروسو في مؤتمر صحافي: “روسيا ألقت بكل قذاراتها في المعركة الانتخابية… لم يكن باس وحده الذي فاز، بل الشعب هو الذي فاز”.

ورغم فوز الحزب الحاكم، حذّر محللون من أن انتصاره “هش”، مع استمرار قدرة روسيا على إثارة اضطرابات. وأظهرت النتائج الأولية، بعد فرز أكثر من 99.96% من الأصوات، حصول “حزب العمل والتضامن” على 50.17% من الأصوات لانتخاب أعضاء البرلمان المكوّن من 101 مقعد، مقابل 24.18% لـ”التكتل الوطني” المؤيد لروسيا. ومن المتوقع أن تنخفض مقاعد الحزب من 63 إلى 55. وبلغت نسبة المشاركة نحو 52%، مماثلة لانتخابات 2021.

وأشاد قادة أوروبيون، بينهم رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، بالنتيجة، معتبرين إياها انتصاراً للقارة. وقال زيلينسكي: “روسيا فشلت في زعزعة استقرار مولدافيا بعدما خصصت موارد ضخمة جداً لتقويضها”. كما وصف رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا خيار المولدافيين بأنه “مستقبل أوروبي”، فيما هنأت فرنسا وبولندا الناخبين على اختيارهم السيادي وإحباط طموحات روسيا.

وأظهرت الانتخابات امتعاض الناخبين من الصعوبات الاقتصادية، مع شكوك حول مساعي الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لا سيما في منطقة ترانسنستريا الانفصالية الموالية لروسيا، حيث قالت السلطات المحلية إنها تعرضت لمساعي لتقييد التصويت.

ورغم مخاوف من شراء الأصوات وحملة تضليل روسية غير مسبوقة، نفت موسكو أي تدخل، فيما اتّهمت الحكومة الكرملين بإنفاق مئات الملايين من الدولارات كـ”أموال قذرة” للتأثير على الانتخابات. ونفذت النيابة العامة قبل الاقتراع مئات عمليات التفتيش وتوقيف عشرات الأشخاص ضمن جهود لمحاربة “الفساد الانتخابي” و”محاولات زعزعة الاستقرار”.

وحذر محلّل مركز “ووتدشدوغ.مد” أندري كورارارو من أن “الحزب يتمتع بأغلبية هشة”، مضيفاً أن الخطر لم ينته بعد، مع احتمال لجوء الكرملين إلى الاحتجاجات وعرض رشاوى على النواب لتعطيل تشكيل حكومة مستقرة مؤيدة للاتحاد الأوروبي.

المصدر: أ.ف.ب.