الإثنين   
   29 09 2025   
   6 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 00:35

نبيل وجهاد… كل حياتهما كانت السيد

علي عفيف أحمد

عاشا معاً ورحلا معاً، ظلا السيد وروحُه الذيْن لم يُروا قطُ إلا بعد الشهادة… نبيل الساهرُ على أمنه وحياته، وجهاد الحافظُ لأسراره والمتابعُ لأعماله، لا يعرفان ليلهما من نهارهما، كلُ حياتهم كانت السيد…

لازَماهُ لعقود ثلاثة، ليس لحياتهما طعمٌ، بلا أنيسهما وحبيبهما آثرا حياتهُ على حياتهما، فكانا مثالاً للإيثار والإخلاص والفناء في الحبيب حتى آخر العمر، وهو شيءٌ أعجبُ من الخيال أن يفنيَ أحدٌ عمرَه في ظل حبيبه…

سنواتٌ من الكتمان والصمت والحرص والصبر والتضحية، فكانا مع السيدِ كالجسد الواحد خدمةً للوطن والأهل والمقاومة، وللسيد حصةٌ في وفائِه فما نُقلَ عنه من ثناءٍ لهما، لهو تبادلٌ للأرواحِ الهائمة التي لا تُفارقُ ظلَّها فكيف لهما أنْ يعيشا بدونه فكانا أمامَه ومعَه وخلفَه وفي رحلتِه إلى دار البقاء…

هذهِ الأمةُ التي قُطبُها السيد لها من يرعاها ويساهمُ في تدبير أمرها، ويسهرُ على حماية قائدها ويديرُ شؤونَه، فكنتما المعلومين المجهولين حتى اكتسحتُما بعقلكُما الأمني والإداري كلَّ مَكر الاستكبار وصنعتُما مجداً لا يضيرُهُ الموتُ من أجل الحق أو الإقبالُ عليه حتى إذا ما باتتْ على مشارفِ العز وجاءتْ ساعةُ الإثابة أقبلتُما على الشهادة إقبالَ العاشقين، وهاجرتُما مع السيد والرفاقِ الميامين كما الطيورِ المهاجرةِ لِتترُكَ موسماً وافراً من العز والخير والمجد لهذه الأمة. والسلوى أنَ الدربَ يعجُ بالخُلَّص من الرجالِ الذين يَفونَ الحقَ ويؤدونَ الأمانةَ على أثرِ السيدِ وخطهِ الأصيل.

المصدر: موقع المنار