سلسلة “أُولي البأس”… ليست مجرد عرضٍ للأحداث، بل هي وثيقة تاريخية، عبر حلقات يومية، تسطّر بطولات رجالٍ كتبوا بدمهم وصمودهم فصولًا ساطعة من تاريخ المقاومة. “أُولي البأس”… حكاية الذين لم يُهزَموا، بل صنعوا بدمائهم ذاكرة المجد والخلود التي ستبقى حيّة.
سماحة السيد، سيّد المقاومة، العبد الصالح، انتقل إلى جوار ربّه ورضوانه شهيدًا عظيمًا، قائدًا بطلًا، مقدامًا شجاعًا، حكيمًا مستبصرًا مؤمنًا، ملتحقًا بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة في المسيرة الإلهية الإيمانية، على خطى الأنبياء والأئمة الشهداء.
بهذه الكلمات زفّ حزب الله شهيده الأسمى والأقدس، الأمين العام سماحة السيّد حسن نصر الله (قده)، الذي ارتقى مع ثلة من القادة الجهاديين والشهداء الأبرار في اعتداء إسرائيلي مجرم استهدف منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ورغم هذا المصاب الجلل والأليم، استمرّت المقاومة الإسلامية في ردّها على العدوان الإسرائيلي، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، حيث نفّذت يوم السبت الواقع فيه الثامن والعشرين من أيلول 2024، ثماني عمليات عسكرية استهدفت خلالها عددًا من المستوطنات والمدن المحتلّة في عمق شمال فلسطين المحتلة، من كابري غربًا حتى كتسرين شرقًا، وذلك برشقات صاروخية مكثّفة من نوع “فادي 1” وصواريخ الكاتيوشا. كما استهدفت المقاومة قاعدة “رمات دافيد” الجوية (التي تبعد عن الحدود اللبنانية نحو خمسين كلم) بصلية من صواريخ “فادي 3″، إضافةً إلى استهداف مواقع وثكنات وتجمّعات تابعة لقوات العدو الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية بالصواريخ والقذائف المدفعية.
من جهته، أفاد جيش العدو الإسرائيلي في بيان عن إطلاق صاروخ أرض ـ أرض من لبنان باتجاه وسط فلسطين المحتلة، ما أدّى إلى تفعيل صفارات الإنذار في مختلف المناطق الشمالية وصولًا إلى الوسط.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن حزب الله استهدف منطقة “رمات دافيد”، حيث تقع قاعدة عسكرية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي الإضافة إلى تعرض منطقتي حيفا والكريوت لوابل كثيف من الصواريخ من لبنان.
وفي المساء، دوّت صفارات الإنذار في منطقة القدس المحتلة، وذكرت التقارير الإسرائيلية سقوط صاروخ داخل مستوطنة في المنطقة، ما أدّى إلى نشوب حريق كبير وانقطاع كامل للتيار الكهربائي تسبب بظلام.
ودوّت صفّارات الإنذار شتًا وعشرين مرّة في الأراضي المحتلة، تركزت في مناطق غوش دان، محيط القدس، كل منطقة الجليل الأعلى.