السبت   
   27 09 2025   
   4 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 14:40

أهمية سماحة السيد نصرالله من منظور قومي وطني… وتراثه المستمد من والده

صفية سعادة*

لقد استطاع السيد حسن نصرالله أن يطبق مقولة سعادة التي ادرجت القضية الفلسطينية في فضاء “سوراقيا” أو سوريا الكبرى، فأنشأ جبهة مقاومة من العراق الى فلسطين دعمتها ايران. وهي المرة الاولى التي يتم فيها تشابك من هذا النوع ما ادّى الى بناء فضاء اقليمي مقاوم يتخطى تقسيمات سايكس بيكو التي فرضها الغرب مع نهاية الحرب العالمية الاولى، ما فتح الباب لاول مرة، منذ ذلك الوقت ، لامكانية النصر كما كان سعادة قد رأى وشخّص. وقد حذر نصرالله بنفسه عام ٢٠١٣ بعد ان نشبت حرب اهلية في سوريا، من مغبة سقوط سوريا، مؤكدا ان “سوريا هي ظهر المقاومة، واذا سقطت سوريا في يد الاميركي والاسرائيلي والتكفيري، ستحاصر المقاومة وسوف تدخل “اسرائيل ” إلى لبنان”.

هذا الانجاز الذي بناه السيد لا يمكن محوه او تغييره من قبل الغرب. قد يسيطر المستعمر لفترة لكن الوعي الجماعي المقاوم وكما تنبأ سيدنا: سينتصر.

هذه النقلة بالذات ادّت الى اخراج القضية الفلسطينية من تقوقعها واعتبارها انها تخص الفلسطينيين فقط الى اشراك الجميع فيها، كما نرى اليوم المظاهرات والاحتجاجات في العالم رفضا للارتكابات الصهيونية المتوحشة.

لقد استطاع سماحة السيد  جعل استرجاع فلسطين قضية قومية وطنية جامعة في المشرق العربي، نستحصل حقنا فيها عبر المقاومة المسلحة، اذ لا سبيل اخر للتحرر.

ليس نتنياهو الذي محا خطوط سايكس-بيكو، بل المقاومة التي امتدت على مساحة المشرق العربي.

هذه المقاومة الجامعة حمّلت الانسانية ايضا تبعات السكوت على جريمة التهجير والتجويع والابادة، في بعدها الديني والاخلاقي الانساني. وليس ادلّ من ذلك خروج وفود دول العالم من اجتماع الامم المتحدة في نيويورك حالما اعتلى نتنياهو منصة الكلام.

  • ابنة مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي انطون سعادة

المصدر: موقع المنار