أعلنت شبكة أطباء السودان تسجيل 23 وفاة بسبب سوء التغذية الحاد بين الأطفال والنساء في مدينة الفاشر المحاصرة مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد خلال سبتمبر/أيلول الجاري، في حين أعلن مصدر بالجيش السوداني للجزيرة أن الجيش قصف مواقع قوات الدعم السريع في أحياء شمال شرق الفاشر.
وقالت شبكة أطباء السودان، في بيان، إن ما يحدث في الفاشر ليس مجرد أزمة إنسانية، “بل جريمة ممنهجة تتمثل في حرمان المدنيين من حقهم في الحياة، واستهداف مواطني الفاشر بالمجاعة كسلاح حرب”، وأشارت إلى أن بين ضحايا المجاعة 5 نساء حوامل.
وحملت الشبكة الطبية قوات الدعم السريع المسؤولية المباشرة عن هذه الكارثة من خلال استمرار حصارها للفاشر لأكثر من عام، ومنعها لدخول المساعدات الإنسانية.
وأضافت “نعتبر المجتمع الدولي والأمم المتحدة شركاء في الجريمة بصمتهم وتقاعسهم عن التدخل رغم وضوح حجم المأساة”.
وحذرت الشبكة من أن استمرار هذا الوضع يعني “دخول الفاشر في مرحلة إبادة جماعية صامتة بحق عشرات الآلاف من النساء والأطفال”.
وتابعت أن كل يوم تأخير في رفع الحصار وإدخال الغذاء والدواء “هو حكم بالإعدام الجماعي على مواطني الفاشر”.
وتفرض قوات الدعم السريع حصارا على الفاشر منذ 10 مايو/أيار 2024، رغم التحذيرات الدولية من خطورة المعارك باعتبارها مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وفي 26 يوليو/تموز الماضي، قالت الشبكة إن 239 طفلا بمدينة الفاشر توفوا منذ يناير/كانون الثاني 2025 جراء نقص الغذاء والدواء.
وفي سياق متصل، أفادت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بأن إقليم دارفور سجل يوم أمس 3 وفيات و102 من الإصابات بالكوليرا.
وقالت المنسقية إن إجمالي عدد الحالات اليومية المسجلة منذ تفشي المرض في البلاد ارتفع إلى 13200، إضافة إلى 557 وفاة.
وأوضحت أن مناطق جبل مرة بإقليم دارفور التي تضم عشرات القرى والبلدات إضافة إلى مخيمات النازحين هي الأكثر تضررا بتفشي الوباء.
في غضون ذلك، قصف الجيش السوداني مواقع الدعم السريع في أحياء شمال شرق الفاشر اليوم الجمعة وفق ما أفاد مصدر للجيش السوداني.
وفي ولاية غرب كردفان، قال مصدر عسكري إن الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه تمكنوا صباح اليوم الجمعة من استعادة بلدة أم صميمة بعد معارك مع قوات الدعم السريع، وتمكنت من التقدم نحو مدينة الخوي وباتوا على مقربة منها.
وقال المصدر إن بلدة أم صميمة تربط بين ولايتي شمال وغرب كردفان. وكانت قوات الدعم السريع تتخذ منها قاعدة للهجوم على مدينة الأبيض بشمال كردفان.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
المصدر: مواقع إخبارية