الإثنين   
   08 09 2025   
   15 ربيع الأول 1447   
   بيروت 18:50

الإمام الخامنئي : الكيان الصهيوني الملعون هو اليوم الكيان الأشد بُغضًا في العالم

أكد الإمام السيد علي الخامنئي، أن الطريق لمواجهة الجرائم الفظيعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني، لا سيما في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يكمن في قطع العلاقات التجارية والسياسية مع هذا الكيان، ولا سيما من قبل الدول الإسلامية.

وقال :”يجب على الدول الإسلامية وغير الإسلامية الرافضة لجرائم الكيان الصهيوني، والدول الإسلامية على وجه الخصوص، أن تقطع علاقاتها التجارية مع الكيان الصهيوني بنحو تام. بل يجب عليها أيضًا أن تقطع علاقاتها السياسية معه”.
ولفت سماحته الى انه “ينبغي أن يكون أحد الخطوط الرئيسة للدبلوماسية الإيرانية هو التأكيد على الحكومات أن تقطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني؛ في الدرجة الأولى العلاقات التجارية، ثمّ العلاقات السياسية”.

واضاف ” الكيان الصهيوني الملعون هو اليوم الكيان الأشد بُغضًا في العالم والأكثر عزلةً ولا مجال للشك في ذلك”.

وجاءت تصريحات سماحته خلال لقائه، اليوم الأحد، برئيس الجمهورية الإيرانية وأعضاء مجلس الوزراء، حيث شدد على ضرورة اتخاذ مواقف عملية وواضحة في مواجهة الجرائم التي وصفها بـ”المروعة”، والتي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني بدعم من قوى دولية، في مقدمتها الولايات المتحدة.

وأشار سماحته إلى أن هذه الجرائم، رغم أنها مدعومة من قِبل واشنطن، إلا أن الرد عليها ممكن، موضحًا أن “السبيل الصحيح هو عزل الكيان الصهيوني بالكامل سياسيًا واقتصاديًا”، داعيًا الحكومات الإسلامية إلى تحمّل مسؤولياتها في هذا الإطار.

وفي الشأن الداخلي، اعتبر الإمام الخامنئي أن “معيشة الشعب” تمثل القضية الأساسية في البلاد، داعيًا الحكومة إلى بذل جهود مضاعفة لضبط الأسواق، والحد من ارتفاع الأسعار الذي يثير قلق المواطنين.

وحث الحكومة على تعزيز أجواء “العمل، والجهد، والأمل”، بدلًا من حالة “اللاحرب واللاسلم” التي يسعى العدو، بحسب تعبيره، إلى فرضها على البلاد، معتبرًا أن الإنتاج الوطني هو السبيل لتحقيق التقدم الاقتصادي.

ودعا سماحته إلى استثمار “فرصة الإجماع السياسي” في البلاد لتنفيذ المشاريع الكبرى، وحل أزمة السكن، وتعزيز الكرامة الوطنية من خلال تطوير عناصر القوة في المجتمع، مثل الروح المعنوية، والدافع، والوحدة، والأمل.

وأشاد الامام الخامنئي بجهود رئيس الجمهورية الدكتور “بزشكيان”، ومسؤولي الأجهزة التنفيذية، مشيرًا إلى “الدوافع والمعنويات العالية والاجتهاد”، خاصة خلال ما وصفه بـ”محنة الحرب التي استمرت 12 يومًا”.

كما ثمّن سماحته نتائج زيارة الرئيس الإيراني إلى الصين، واصفًا إياها بـ”المميزة”، ومشيرًا إلى أنها حملت فرصًا اقتصادية وسياسية يجب متابعتها. ووجه دعوة إلى الإعلام والمفكرين والكتّاب للتركيز على سرد قصص “القوة والاقتدار الوطني”، والابتعاد عن الخطاب السلبي والترويج للضعف والعجز.

وفي هذا السياق، اعتبر سماحته أن الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية خلال اللقاء تمثل “مثالًا على سرد القوة والأمل والقدرة”، مؤكدًا أن “الدافع والعزيمة والمعنويات القوية هي التي تمهد الطريق لتحقيق الأهداف”.

وأوصى بضرورة تحديد الأولويات بدقة في مجالات الاقتصاد والخدمات الأساسية، موضحًا أن الحكومة مسؤولة عن تلبية احتياجات المواطنين المشتركة، مثل الأمن، الصحة، الثقافة، وأنماط الحياة، داعيًا إلى تقليل الهياكل البيروقراطية غير الضرورية وتخفيف العبء عن الدولة.

واعتبر الإمام الخامنئي أن “الإنتاج” هو المفتاح الرئيس للتقدم الاقتصادي، مؤكدًا ضرورة الاهتمام بإحياء الوحدات الإنتاجية، وتوفير السلع الأساسية في الوقت المناسب، ومنع انقطاع الكهرباء عن القطاعات الإنتاجية إلا في الحالات الطارئة.

كما شدد على ضرورة مكافحة الاحتكار والمضاربة التي تؤدي إلى رفع الأسعار، وتنويع واردات السلع الأساسية، وإدارة السوق بشكل منضبط، إلى جانب ضمان الأمن الغذائي والطاقي، لا سيما في فصل الشتاء.

وفيما يخص الإسراف في مؤسسات الدولة، أشار الإمام الخامنئي إلى أن جزءًا كبيرًا من موارد البلاد يُهدر بسبب الاستهلاك المفرط في الأجهزة الحكومية، داعيًا إلى ضبط استهلاك الماء والكهرباء والغاز، والحد من السفر غير الضروري للمسؤولين، وتقنين الإقامة في الفنادق الفاخرة.

وأوصى سماحته بتوفير البضائع الأساسيّة في الوقت المناسب، وقال ان:” هذه من ضمن قضايا البلاد. لقد حدث في بعض الأحيان أن جاء المسؤول المعني وقدّم لنا تقريرًا يفيد بأنّ البضاعة الفلانيّة ضمن البضائع الأساسيّة المهمّة، ينبغي أن يتوفّر لهذه الفترة، ونحن نملك منه ما يكفينا لثلث هذه الفترة. هذا خطر. لا أرغب في ذكر المدّة الزمنيّة لهذه الفترات. يجب أن جري الاهتمام بنسبة مدّخرات البضائع وجعلها ضمن النصاب الضروري دائمًا. هناك أخطارٌ محتملة، ونحن لا نستطيع توقّع كلّ الأخطار دائمًا. قد تبرز مشكلة، فلا يتسنّى استيراد البضاعة التي يمكن استيرادها اليوم في زمنٍ آخر. يجب أخذ هذه الأخطار بعين الاعتبار. عليه، يجب أن يورث توفّر البضائع الأساسيّة في البلاد الاطمئنان بشكل كامل. إذا توفّرت البضائع الأساسيّة في البلاد في الوقت المناسب، سيترك ذلك أثرًا مباشرًا على موائد الناس، لهذا الأمر أثرٌ مباشر”.

وشدد على أن “تعزيز عناصر القوة الوطنية والكرامة هو واجب الحكومات”، مشيرًا إلى أهمية بث الأمل والدافع الوطني في المجتمع، ومتابعة القرارات حتى تتحقق نتائجها، داعيًا إلى ترسيخ هذه الروح داخل الهيكل الإداري.

كما عبّر عن ارتياحه لما وصفه بـ”إمكانية تحقيق إجماع سياسي واسع” داخل البلاد، مثنيًا على التعاون بين السلطات الثلاث، ومشددًا على ضرورة تفعيل دور الأقسام المعنية بصياغة وتنفيذ القرارات.

وفي ختام كلمته، أكد سماحته أن النظام الإسلامي قام منذ تأسيسه على مبادئ الإسلام والمعارف والشرائع، كما طرحها الإمام الخميني (رض)، وأن أي محاولة للتنصل من هذه المبادئ “هي مخالفة للحقائق”، داعيًا إلى التمسك بها كأساس في العمل السياسي والإداري.