أكد قائد “أنصار الله” السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ثبات الشعب اليمني على الانطلاقة الإيمانية المتمثلة بالتمسك بالقرآن الكريم والاقتداء بالنبي محمد (ص)، ورفع راية الجهاد في مواجهة طاغوت العصر المتمثل بالكيان الصهيوني ومن يسانده.
وجدد السيد الحوثي في خطابه، اليوم، بمناسبة المولد النبوي الشريف، التأكيد على الموقف الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، داعياً كل أصحاب الضمائر الحية في العالم إلى التحرك الجاد لوقف الإجرام الصهيوني الذي يمارس الإبادة الجماعية والتجويع بحق الفلسطينيين.
ووجّه السيد الحوثي نداءً عالمياً إلى أهل الكتاب في مختلف أنحاء الأرض، مستشهداً بالآية الكريمة: “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ”.
وأوضح أن هذه الدعوة تمثل أرقى وأعدل دعوة لتحقيق الخير في الدنيا والآخرة، وإرساء السلام على أعلى المستويات في العالم.
كما عبّر السيد الحوثي عن شكره واعتزازه بالشعب اليمني الذي أحيا المناسبة العظيمة بأعظم صور الإحياء، مؤكداً أن الحضور الجماهيري في الفعالية لا نظير له على وجه الأرض، ومشيراً إلى أن الشعب يواصل السير على خطى آبائه الأوائل بإيمان راسخ.
وخصّ السيد الحوثي بالشكر جميع العاملين والأمنيين والقائمين على تنظيم وتأمين المناسبة، إضافةً إلى أصحاب وسائل النقل الذين أسهموا بجهود كبيرة في إنجاح الفعالية.
السيد الحوثي يبارك للشعب اليمني والأمة الإسلامية إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف
وفي جانب آخر من كلمته، بارك السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي للشعب اليمني والأمة الإسلامية حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، مؤكداً أن هذه المناسبة العظيمة غيّرت وجه التاريخ وأرست دعائم الحق، وأن إحياءها يمثل حدثاً روحياً وإيمانياً لا مثيل له.
وفي خطابه، اليوم الخميس، بمناسبة المولد النبوي الشريف، حيّا السيد الحوثي الشعب اليمني قائلاً: “يا يمن الإيمان، ويا أحفاد الأنصار، ويا شعب المحبة والتوقير لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”، مؤكداً أن احتفال اليمنيين بهذه المناسبة، عبر قرون متواصلة، يجسّد الحديث النبوي: “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
ورحّب السيد الحوثي بالمشاركين من الجاليات العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن إحياء ذكرى المولد في اليمن يعكس عرفاناً بنعمة الله وشكراً له، وفرحاً وابتهاجاً بفضله ورحمته.
وشدد على أن احتفاء الشعب اليمني السنوي بالمولد النبوي الشريف يجسد تمسكه بالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإفشال كل المساعي التي تستهدف فصل الأمة عن نبيها.
وأوضح أن المناسبة المباركة تشكل موسماً لتعزيز الإيمان والوعي والعزم والثبات، وفرصة للإحسان والمبرات، مؤكداً أن الشعب اليمني يستلهم منها دروس الحرية والاستقلال انطلاقاً من هويته الإيمانية.
وأشار إلى أن اليمنيين يجددون اليوم أمجاد أجدادهم الأنصار الذين حملوا راية الإسلام يوم تخلى عنها الآخرون، مؤكداً أن أحفاد الأنصار يواصلون حمل الراية نصرةً للمستضعفين وتصدياً للطغاة الكافرين وأعوانهم المنافقين.
وفي السياق ذاته، اعتبر السيد الحوثي أن الخطر الأكبر الذي يتهدد الأمة الإسلامية هو استمرارها في التخاذل والانحراف عن المبادئ القرآنية، محذراً من أن هذا المسار يؤدي إلى الهلاك.
ولفت إلى أن طريق النجاة لا يكون إلا بتحمل المسؤولية في الجهاد ودفع خطر الكيان الصهيوني واليهود المفسدين، موضحاً أن الإعراض عن القرآن الكريم وعن الاقتداء بالرسول الأعظم (ص) هو السبب الرئيس في انحدار الأمة.
وأكد أن كل الخيارات والبدائل التي اتبعتها الأمة بعيداً عن القرآن والرسول قد فشلت وأوصلتها إلى طريق مسدود، متسائلاً: “لماذا لا تعود الأمة للاهتداء بالقرآن والرسول؟”
وقال: “الإسلام دين لا يقبل الهزيمة، بل هو مشروع انتصار لأمة تهتدي بنوره وتتحرك على أساسه. فجميع القوى التي حاربت الإسلام هُزمت وفشلت رغم امتلاكها إمكانات مادية وعسكرية هائلة، وفي مقدمتها اليهود الذين عُرفوا بالمكر والخداع”.
وبيّن أن المشكلة الحقيقية للمسلمين تكمن في الإعراض عن القرآن والابتعاد عن نهج النبي محمد (ص)، مؤكداً أن القرآن الكريم كشف الدور المفسد لليهود وعاقبتهم المحتومة بتسليط الله عباده المؤمنين عليهم.
وتابع: “واجب المسلمين جميعاً أن يعيدوا صلتهم بالقرآن اتباعاً واهتداءً، وبالرسول محمد (ص) اقتداءً وتأسياً”. وأكد السيد الحوثي على أن الجهاد في سبيل الله هو العلامة الفارقة والشاهدة على مصداقية الانتماء الإيماني لهذه الأمة.
تدفق جماهيري حاشد في صنعاء والمحافظات اليمنية احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف
شهدت العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية تدفقاً جماهيرياً مليونياً نحو الساحات لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف.
واكتظت الشوارع المؤدية إلى ميدان السبعين في العاصمة بالمواكب البشرية المتدفقة التي اتشحت بالألوان الخضراء، ورددت هتافات “لبيك يا رسول الله” في مشهد إيماني مهيب يفيض بالمحبة والشوق لرسول الله محمد (ص)، فيما ارتسمت على وجوه المشاركين ملامح الفرح والاعتزاز بهذه المناسبة العظيمة.
ورددت الحشود الأهازيج والمدائح النبوية التي تجسد الولاء والمحبة لخاتم الأنبياء وسيد المرسلين، وتعكس ارتباط الشعب اليمني الوثيق بالرسول الأعظم.
ومع تدفق السيول البشرية الهادرة من مختلف الاتجاهات، بدأت ملامح الاحتفال المهيب تتشكل في ميدان السبعين الذي تزين بالأعلام الخضراء والرايات المحمدية البهيجة.
واتسم المشهد بمستوى عالٍ من التنظيم والانضباط، حيث تعمل اللجان التنظيمية على تسهيل مرور الحشود وضمان وصولها بانسيابية إلى ساحة الاحتفال، في وقت لا يزال الميدان يشهد توافد آلاف المشاركين من شوارع العاصمة ومداخلها المختلفة.
المصدر: موقع المنار