الخميس   
   04 09 2025   
   11 ربيع الأول 1447   
   بيروت 19:39

التغير المناخي يزيد 40 مرة خطر موجات الحر كما في إسبانيا والبرتغال

أظهر تقرير نشرته، الخميس، شبكة “وورلد ويذر أتريبيوشن” الدولية أن التغير المناخي الناجم عن الأنشطة الصناعية زاد أربعين مرة خطر حدوث موجات حرّ مشابهة لتلك التي تسببت بحرائق مدمّرة في إسبانيا والبرتغال في آب/أغسطس الماضي.

وشهدت شبه الجزيرة الإيبيرية، في الطرف الجنوبي الغربي لأوروبا، معدلات حرارة مرتفعة بشكل غير مسبوق طوال شهر آب/أغسطس، تخطّت 40 درجة مئوية في العديد من المناطق.

وأدت هذه الموجة الحارّة إلى اندلاع حرائق حرجية، خصوصًا في شمال البرتغال وغرب وشمال غرب إسبانيا، أودت بحياة أربعة أشخاص في كل من البلدين، وأتت على مساحات واسعة، ما اضطر السلطات إلى إجلاء الآلاف.

وخلص العلماء الأوروبيون المشاركون في الدراسة، التي أعدتها شبكة “وورلد ويذر أتريبيوشن”، إلى أن التغير المناخي الناجم خصوصًا عن احتراق الوقود الأحفوري جعل الظروف المناخية المواتية للحرائق أكثر تواترًا بحوالي أربعين مرة، وأكثر شدة بنسبة 30%.

وقال تيو كيبينغ، الباحث في جامعة “إمبريال كولدج لندن”، خلال إحاطة إعلامية: “لولا الاحترار الناجم عن الأنشطة الصناعية، لما حدثت أحوال جوية مؤاتية لهذه الدرجة للحرائق إلا مرة كل 500 سنة، بدلًا من مرة كل 15 سنة كما هو الحال اليوم”.

وأضاف كيبينغ أن فترات القيظ تتسبب في جفاف النباتات بسرعة، ما يؤدي إلى حرائق شديدة “قد تولّد رياحًا خاصة بها، مما يزيد من امتداد ألسنة النار وانتشارها وإشعال حرائق إضافية بفعل الجمر المتطاير”.

ومن العوامل الأخرى التي فاقمت تأثير الاحترار المناخي، قالت مايا فاهلبرغ، المستشارة في مركز المناخ للصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن النزوح من الأرياف ترك مساحات واسعة من الأراضي أقل استغلالًا مما كانت عليه سابقًا، مشيرة إلى أن “تراجع الزراعة والرعي التقليدي يحدّ من السيطرة الطبيعية على الغطاء النباتي، ما يجعل الأراضي التي كانت مأهولة سابقًا أكثر قابلية للاشتعال”.

وفي إسبانيا، أتت النيران على أكثر من 380 ألف هكتار منذ مطلع العام، وهو رقم قياسي وفق النظام الأوروبي للمعلومات حول الحرائق الحرجية (EFFIS) الذي يجمع البيانات منذ عام 2006. وفي البرتغال، اجتاحت الحرائق أكثر من 280 ألف هكتار.

كما كانت موجة الحر التي ضربت إسبانيا لمدة 16 يومًا في آب/أغسطس 2025 “الأشدّ منذ بدء تسجيل البيانات”، مع معدلات حرارة تجاوزت بـ4.6 درجات مئوية المعدلات المسجلة في موجات حر سابقة، وفق وكالة الأرصاد الجوية الوطنية.

ومنذ بدء تدوين السجلات الحرارية عام 1975، سجّلت الوكالة 77 موجة حر في البلاد، منها ست موجات تجاوزت المعدل السائد بأربع درجات أو أكثر، وخمس منها وقعت منذ عام 2019.

وقدر معهد كارلوس الثالث الصحي، في تقديرات نشرها الثلاثاء، أن موجة الحر الأخيرة تسببت بأكثر من 1100 حالة وفاة في إسبانيا خلال شهر آب/أغسطس.

المصدر: أ.ف.ب.