الإثنين   
   01 09 2025   
   8 ربيع الأول 1447   
   بيروت 20:39

آلاف يتظاهرون في إندونيسيا والسلطات تشدد إجراءاتها الأمنية

تظاهر آلاف الأشخاص في عدة مدن إندونيسية يوم الاثنين، وسط تشديد السلطات إجراءاتها الأمنية ونشر الجيش في العاصمة، في خضم اضطرابات عنيفة أسفرت عن مقتل ستة أشخاص، ما دفع الرئيس برابوو سوبيانتو إلى اعتماد تدابير أكثر حزماً.

وتجمع نحو 500 متظاهر بعد ظهر الاثنين أمام مقر البرلمان في العاصمة، وسط انتشار عشرات الجنود، قبل أن يتفرقوا عصراً من دون وقوع حوادث. وكان الرئيس برابوو سوبيانتو قد حذّر في وقت سابق من أن التظاهرات يجب أن تنتهي قبل غروب الشمس.

وفي غورونتالو بجزيرة سولاويزي، اندلعت مواجهات بين متظاهرين والشرطة التي ردّت باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، وفق ما أفاد صحافي من وكالة فرانس برس.

أما في باندونغ بجزيرة جاوة، فألقى متظاهرون زجاجات حارقة وألعاباً نارية على مبنى المجلس الإقليمي.

وفي بالمبانغ بجزيرة سومطرة، نزل الآلاف إلى الشوارع احتجاجاً، بينما شارك المئات في تجمعات في جزيرة بورنيو ومدينة يوغياكارتا (وسط).

وأجبرت الاحتجاجات، التي بدأت الاثنين الماضي رفضاً لامتيازات مالية مخصصة للمسؤولين، لا سيما بدلات السكن للنواب، الرئيس على إلغاء جزء منها. كما يندد المحتجون بالصعوبات الاقتصادية التي تواجه المواطنين.

وبدأت الاحتجاجات بشكل سلمي قبل أن تتسع لتطال المدن الرئيسية، بما فيها العاصمة، وشهدت أعمال عنف عقب انتشار فيديو يظهر مركبة للشرطة تصدم دراجة نارية أجرة في جاكرتا وتدهس سائقها الشاب خلال تظاهرات للاحتجاج على الأجور المنخفضة والمخصصات المقدمة للمسؤولين.

وتعد هذه الاحتجاجات الأكبر والأكثر عنفاً منذ تولي برابوو سوبيانتو السلطة في أكتوبر الماضي.

الأحد، سعى الرئيس إلى الاستجابة لمطالب المحتجين عبر الإعلان عن إلغاء جزء من المخصصات المقدمة لأعضاء البرلمان، إلا أن القرار قوبل باعتراضات شديدة.

وقام برابوو الاثنين بزيارة لرجال شرطة أصيبوا، في أحد المستشفيات، حيث دان المتظاهرين بشدة. وبينما أكد أنّ “الحق في التجمّع السلمي يجب أن يُحترم ويُحمى”، أبدى حزماً كبيراً قائلاً: “القانون ينص على أنه إذا أردت التظاهر، يجب أن تطلب إذناً، على أن تنتهي التظاهرة عند الساعة السادسة مساءً”.

وأثار مقتل الشاب، سائق الدراجة النارية، يوم الخميس، غضباً عارماً في صفوف المحتجين، انعكس عنفاً في الاحتجاجات واحتكاكات مع قوات إنفاذ القانون.

الإثنين، أفاد أغوس ويجايانتو، المسؤول في الشرطة الوطنية، بأن تحقيقاً كشف ارتكاب شرطيين أفعالا إجرامية، مضيفاً أن العنصرين اللذين سيمثلان أمام المحكمة الأربعاء “قد يتم فصلهما”، في حين تم توقيف سبعة من عناصر الشرطة.

وأقامت الشرطة حواجز في عدة مناطق من جاكرتا، بعد أن صرّح متحدث باسمها الأحد بأن عناصرها يقومون بدوريات لـ”حماية المواطنين”. وشارك الجنود أيضاً في الدوريات في عموم المدينة، حيث انتشر قناصة.

وشهدت شوارع العاصمة، التي عادة ما تكون مزدحمة، هدوءاً نسبياً بعدما طلبت العديد من الشركات والمؤسسات الحكومية من موظفيها العمل عن بعد.

إلى جانب العنف، شهدت الأيام الأخيرة عمليات نهب استهدفت منازل عدد من النواب ووزيرة المالية سري مولياني إندراواتي، وارتفعت حصيلة الضحايا إلى ستة قتلى.

ولقي ثلاثة أشخاص على الأقل حتفهم بعد حريق أشعله متظاهرون الجمعة في مبنى المجلس في مدينة ماكاسار (شرق). كما قتل شخص آخر في ماكاسار الجمعة بعد تعرضه للضرب على أيدي حشود اشتُبه في أنها عناصر مخابرات، وفق ما أفاد محمد فضلي طاهر، المسؤول في وكالة الكوارث المحلية، لوكالة فرانس برس الأحد.

وفي يوغياكارتا، أكدت جامعة أميكوم يوغياكارتا مقتل طالبها رضا سيندي براتاما خلال الاحتجاجات، إلا أن ملابسات مقتله ما زالت غير واضحة.

وأُجبر الرئيس برابوو على إلغاء زيارة رسمية إلى الصين، كانت مقررة هذا الأسبوع للمشاركة في عرض عسكري بمناسبة ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية، بسبب تصاعد التوترات.

وأعلنت منصة التواصل الاجتماعي تيك توك السبت تعليق ميزة البث المباشر في إندونيسيا “لبضعة أيام… بسبب تصاعد العنف خلال التظاهرات”.

المصدر: أ.ف.ب.