الأحد   
   17 08 2025   
   23 صفر 1447   
   بيروت 02:12

آلاف الليبيين يشاركون في انتخابات محلية رغم التوترات الأمنية

أدلى عشرات الآلاف من الليبيين، السبت، بأصواتهم في انتخابات محلية لاختيار ممثليهم في أكثر من 20 بلدية، من بينها العاصمة طرابلس، وذلك في أجواء مشحونة بالتوتر الأمني، بعدما اضطرت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات إلى تأجيل الاقتراع في العديد من المراكز بسبب مخالفات وحوادث متفرقة.

وعدّ مراقبون هذه العملية بمثابة اختبار حقيقي للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي لا يزال الليبيون ينتظرون تنظيمها منذ تأجيلها لأجل غير مسمى في عام 2021.

وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها عند السادسة مساءً بالتوقيت المحلي (16:00 ت غ)، فيما أعلنت المفوضية أن نسبة المشاركة الأولية بلغت 71% بعد إقفال الصناديق.

وتتوزع السلطة في ليبيا بين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، المعترف بها دولياً وتتخذ من طرابلس مقراً لها، وبين حكومة موازية في بنغازي شرق البلاد مدعومة من المشير خليفة حفتر والبرلمان.

وكان من المقرر أن تُجرى الانتخابات في 63 بلدية، بينها 41 في الغرب و13 في الشرق وتسع في الجنوب، إلا أن المفوضية أعلنت أن العملية ستقتصر على 26 مجلساً بلدياً فقط، بعدما أُلغي الاقتراع في بلدات عدة شرقاً وجنوباً بسبب مخالفات وضغوط من السلطات المحلية إلى جانب عوائق إدارية.

ورفضت مدن كبرى في الشرق مثل بنغازي وطبرق وسرت السماح بإجراء الانتخابات، فيما أرجأت المفوضية إلى 23 من الشهر الجاري الاقتراع في سبع بلديات غرب البلاد، على خلفية ما وصفته بـ”اعتداءات سافرة” استهدفت مكاتبها.

وخلال الأسبوع الماضي، تعرضت مكاتب المفوضية في مدن زليتن والزاوية والعجيلات غرب ليبيا لهجمات مسلحة ألحقت أضراراً بمقراتها ومواد الاقتراع، وأسفرت عن إصابة شخصين بجروح. وأكدت المفوضية أنها لا تملك “مؤشرات حول إمكانية استئناف عملية الاقتراع” في هذه المدن.

وبحسب المفوضية، بلغ عدد الناخبين نحو 380 ألفاً، غير أن إلغاء الانتخابات في بعض المدن حرم أكثر من 150 ألف ناخب وناخبة، إضافة إلى أكثر من 1000 مرشح ومرشحة، من ممارسة حقهم في اختيار ممثليهم المحليين.

بدورها، دانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا هذه الاعتداءات، معتبرة أنها تمثل “اعتداء خطيراً على العملية الانتخابية ومحاولة سافرة لحرمان المواطنين من حقوقهم وتقويض العملية الديمقراطية”. ودعت البعثة إلى استئناف الانتخابات في جميع المناطق التي أُعيقت فيها في أقرب وقت ممكن.

وفي طرابلس، تحولت العديد من المدارس إلى مراكز اقتراع، وكانت مجهزة بالكامل لاستقبال الناخبين منذ ساعات الصباح الأولى. وفي ضاحية أبو سليم جنوب العاصمة، والتي شهدت في مايو الماضي اشتباكات دامية بين قوات الحكومة وجهاز الدعم والاستقرار، جرت عملية الاقتراع بهدوء. كما شهدت مدينة الماية غرب طرابلس، التي تضم خمسة آلاف ناخب، إقبالاً لافتاً من العائلات التي اصطحبت أطفالها إلى مراكز الاقتراع.

يُذكر أن ليبيا شهدت أول انتخابات بلدية عام 2013، كما أجرت انتخابات تشريعية في عامي 2012 و2014. غير أن نتائج انتخابات يونيو 2014 التشريعية رفضتها بعض المجموعات المسلحة، التي سيطرت على طرابلس ونصّبت حكومة موازية، ما أجبر البرلمان المنتخب حديثاً على الانعقاد في شرق البلاد.

وفي ديسمبر 2015، وبرعاية أممية، توصل الفرقاء إلى اتفاق سياسي أفضى إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الحالية، المعترف بها دولياً، لكنها ما زالت تواجه خلافات حادة مع القوى المسيطرة على شرق ليبيا.

كما شهدت البلاد انتخابات محلية بين عامي 2019 و2021 في عدد محدود من البلديات، في ظل استمرار الانقسامات السياسية والأمنية.

المصدر: أ.ب.ف